= = من يفصلني عن محبة المسيح ==

الله محبة - والله روح - لذا وجب ان تكون علاقتنا به في نطاق المحبة والروح
فالمحبة هي روح الحياة مع الله - ولو خلت علاقة الانسان بالله من المحبة لصارت
لغوا وهراء - ولتحولت كل الممارسات الدينية الى مجرد فرائض وطقوس - لكن
المسيحية في نظرية العبادة تسمو عن مجرد الفرائض الجافة الجامدة - وتهدف
الى تلاقي الانسان والله في دائرة الروح - مدفوعا بدوافع الحب ولا شيء سواه
وحين يصل الانسان المسيحي الى ممارسته العبادية بهاذا المفهوم - فانه يحيا
في ما يمكن نسميه حالة ما فوق الجسد - ويدخل في علاقة حية فعالة مع الله
وتصبح مشاعره واحاسيسه الداخلية هي ما عبرت عنه عروس النشيد نحو
عريسها - تحت ظله اشتهيت ان اجلس وثمرته حلوة لي - - -
ان موضوع الممارسات الدينية او ما يسمى بالوساائط الروحية هوهدف كل كتاب
روحي لمعالجة المواضيع الحيوية بالنسبة للانسان الؤمن ليس بالتعبيرات الروحية
العالية او الكلمات النظرية الرنانة - التي تشد الانسان دون يكون لها اساس داخلي
عميق في القلب - بل بالاسلوب العملى البسيط الذي يسهل على كل انسان فهمهه
وتقبله - ومن ثم يتحول الى ممارسة حية معاشة - والكتاب لايهدف الى اضافة
معلومات جديدة الى رصيد المعلومات السابقة عن علاقة الانسان بالله - بل الى
تعميق العشرة الحية المقدسة - حتى ما يسير المؤمن من قوة الى قوة الى ان يتجلى
له المسيح الاله في هيكل قلبه - وفضلا عن ذلك فالكتاب الروحي يعالج موضوع
الوسائط الروحية على اسس روحانية راسخة بمحبة الله - فهذه الروحانيات التي
عاشها اباؤنا القديسون - وبرعوا فيها - حتى صاروا روادها ومعلميها في العالم
المسيحي كله --------------------------------------------------------------
من كتاب بستان الروح ج 3 القسم الاول للانبا يوانس

شكرا يا اخ سامي البجوايا على مرورك وتقيمك للموضوع
الله يبارك جهودك

شكرا يا عزيزي هابيل على المرور الرائع
متمنين لك الموفقية