القديس اغناطيوس الانطاكي

لقد احتل القديس اغناطيوس مكانة فريدة في الكنيسة الاولى وفي تاريخ المسيحية - ويظهر ذلك من خلال
رسائله وحياته ومن خلال كتابات بعض رجالات الكنيسة - فقد كان اغناطيوس شجاعا لايهاب الموت وهو
صاحب القول الماثور والمشهور - لنعمل كل اعمالنا بفكرة ان الله يسكن فينا - وهو احد شهداء الكنيسة الذي
راح ضحية اظطهادها من بداية وجودها على الارض وكان يسمى - بالمتوشحب بالله - لا يوجد في التاريخ
الكنسي من يدلنا الى سنة ميلاده ولا الى مكان مولد القديس اغناطيوس - ولاكن امؤرخين يرجحون انه كان
سوري الاصل من عائلة فقيرة - اذ لو كان رومانيا لما حكم عليه بان يلقى الى السباع وكان ابوه وثنيا لا يهوديا
ولربما اهتدى هو ايضا من الوثنية الى المسيحية ولاكن الشيء الحقيقي والاكيد هو انه هاذا القديس كان من
اخص تلاميذ الرسولين بطرس وبولس - كما عاصر يوحنا الانجيلي الحبيب - يقول يوحنا فم الذهب - ان
القديس بطرس هو الذي رسمه اسقفا على مدينة انطاكيا -- وقال اخرون بل هو القديس بولس - ومهما كان من
امر اختلاف فان اغناطيوس هو رجل التقليد - استقى التعاليم المسيحية الصافية من الينابيع الاولى من الرسل
والشهود الاولين الذين راوا المسيح نفسه -
سمي اغناطيوس نفسه في رسائله - الحامل بالله - المتوشح بالله - ولقد ذهب بعض الكتاب الكنسين انه سمي
- الحامل المسيح في صدره - اذ هناك اسطورة تقول انه ذلك الطفل الذي حمله يسوع في حضنه وباركه وجلسه
امام الرسل وقال -- الحق الحق اقول لكم ان لم ترجعوا وتصيرو ا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت الله في السماوات
متى 17 - 3 - اذن اسم اغناطيوس يدل على نار ملتهبة بمحبة المسيح ولقبه ب حامل الله لقب واقعي وحقيقي اذ تقول
الاسطورة ايضا ان تلاميذ القديس لما فتحوا قلبه وجدوا اسم المسيح محفورا فيه باحرف من ذهب - كما ان الكثير من
القدماء والمارخين سموه بطريكا - وتفيدنا رسائله عن اسمه وعن نشاطه الرسولي في اثناء توقفه وهو سائر الى روما
فقد كان له اسمان احدهم لاتيني - اغناطيوس - وهو مشتق من كلمة - lgnis - وتعني نار - واسمه الاخر يوناني
- تيوفوروس - وهو مركب من كلمتين الاسم لفعل - حمل - او - لبس - وكلمة الله ومعناه لابس الله -
يعتبر القديس اغناطيوس من اوائل الكتاب المسيحين بعد الذين دونوا الانجيل المقدس وسائر اسفار العهد الجديد فكان
ما خلفه من التراث الديني تحفة ثمينة جدا على قلته - ومن المعروف فان القديس اغناطيوس الانطاكي كتب رسائله
الشهيرة الى الكنائس اثناء رحلته من انطاكيا الى روما - فعند توقفه في ازمير كتب الىالكنائس التي كانت قد اوفدت اليه
لاستقباله شاكرا مؤمنيها ومحرضا اياهم على ان يحفظو دائما تقاليد التعليم الرسولية وحاثا اياهم على المواظبة في الاجتماعات
الكنسية والاشتراك في الصلوات والقرابين سائرين دائما على الطاعة الكاملة للاساقفة والكهنة - فقد ترك لنا القديس اغناطيوس
سبع رسائل يتكلم فيها عن ايمان المسيحين الاولين بالوهية المسيح وحقيقة التجسد الالهي وسر القربان المقدس وتطلعنا على
تنظيم الكنيسة وسلطة الاساقفة واهمية كنيسة روما - وكما جائت رسائله اية في غاية الروعة الروحانية والسمو والعمق حتى
قال رينان عنها - انها لئالئء في جبين الحضارة المسيحية الاولى - وهي ايظا صفحات تاريخية نعرف منها اين وصل الانتشار
المسيحي في زمن القديس اغناطيوس - كما يتحدث فيها عن عظائم الله ويتكلم عن خبرته للمسيح ويطلب من المسيحين ان لا يقوموا
بعمل يحول دون استشهاده في روما - قال في هذه الرسائل التي اعتبرت في وقت من الاوقات رسائل قانونية تاتي في المرتبة الثانية
بعد رسائل القديس بولس - ان المذبح قد تهيء واقيم فاتر كوني اقدم عليه ذبيحة ---
وقال- اتركوني لاكون طعاما للوحوش الضارية - فهي التي توصلني الى الله الذي احبه - انا حنطة الله ساكون الخبز الارضي للمسيح
اريد ان اطحن بانياب الوحوش --
ان القديس اغناطيوس كتب اربعة رسائل في ازمير وهي -
------------------------------------------------------------
الاولى -- الى اهل افسس ذاكرا فيها اسم راعيهم اونيسيموس -
الثانية --- الى كنيسة منيسية المدبرة حينئذ من اسقفها داما -
الثالثة -- الى مؤمني ترالي مسميا فيها راعيهم بوليبوس -
الرابعة -- الى الرومانين يعلمهم بمجيئه القريب -
وفي طروادة حرر ثلاث رسائل اخرى --
--------------------------------------
الخامسة -- الاولى - الى مؤمني فيلادفيا -
السادسة -- الثانية - الى القديس بوليكربوس -
السابعة -- الثالثة - الى مؤمني مدينة ازمير ضمن رسلته الى اسقفها بوليكربوس -
كما تعد رسائل اغناطيوس درر ثمينة للغاية جدا من التراث المسيحي القديم
ومنها نعرف عن ايمان اغناطيوس الحي ومحبته في سبيل المسيح وشوقه الاستشهاد
من موسوعة زنابق الحقل اباء الكنيسة 1

شكرا اخ بولص على جهودك الرائعة
اللة يبارك حياتك

شكرا يا اخي ابو نسيم على هاذا المرور الرائع والوافي

تقيمك واطلاعك للموضوع مما جعلني ان انصهر اكثر في بودقة الموقع واشد عزيمة
الله يبارك بيك وبجهودك المضنية يا اخ سامي البجوايا

شكري الجزيل يا اختنا دارت الايام على هاذا المرور الرائع