- مروان دميانوسمشرف منتدى الفنون الجميلة
الخط العربي فن وعلم وإبداع
الأحد سبتمبر 25, 2011 2:18 am
الخط العربي فن وعلم وإبداع
ليس الخط العربي مجرد رسم وكتابة فقط وإنما هو فن وعلم في آن معا وعادة ما يتوصل الخطاط إلى ذروة الإتقان والكمال الفني عن طريق معرفته العالية ببنية اللغة العربية ومدلولها الحرفي، ولهذا السبب احتلّ كبار الخطاطين مكانة كبيرة في المجتمع الإسلامي وذاع سيطهم ليس فقط كخطاطين وإنما أيضا كفنانين وعلماء جديرين بالاحترام، وقد قال عبد الحميد الكاتب ـ الوزير في عهد مروان بن محمد آخر خليفة في الدولة الأموية ـ ( أجيدوا الخط فإنه حلية كتبكم )، لقد ساعدت بنية الخط العربي، وما يتمتع به من مرونة وطواعية وقابلية للمدّ والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب على ارتقاء الخط العربي إلى فن جميل، يُعنى فيه بالجماليات الزخرفية للحروف والكلمات. والخط العربي يعتمد فنًا وجمالاً على قواعد خاصة تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة، وتستخدم في أدائه فنيًا العناصر نفسها التي نراها في الفنون التشكيلية الأخرى.
لقد انصرف الناس منذ القدم إلى تعلم هذا الفن ودراسته، معتمدين بذالك على استعداداتهم الفطرية ومواهبهم الطبيعية, فبرز فيه أناس قديرون كشفوا كنوزه الفنية وأوضحوا مقاييسه ونسبه، فكثر بذلك الخطاطون الذين مارسوا هذا الفن، ولما كانوا على درجات متباينة من الملكة في ضبط الخطوط العربية, فقد خلقت هذه الحالة التباين والتفاوت في قدراتهم وأوضحت لنا نموذجين من الخطاطين: الأول: الخطاط الاعتيادي.والثاني: الخطاط المبدع. الخطاط الاعتيادي هو من أدرك أساسيات الخطوط العربية وتعرف على أنواعها و بقي في حدود معرفته الضيقة، ولم يتمكن من مسايرة روح عصره وظل خطه دون غاية قدرته وتوقفت تجربته وتعسّرت لديه ولادة أنماط جديدة فأصبح فنه اعتيادياً لا يؤثر في وسطه.
الخطاط المبدع هو من أدرك أساسيات الخطوط العربية وتعرف على أنواعها فكان ولعه بها غريباً وإنتاجه جيداً وتراكيبه جميلة, يتمتع بالقدرة على ابتكار أشكال جديدة تفصح عن مهارته وحذقه وقدرته على الحفاظ على أصالة الخط، واستطاع أن يجد لنفسه أسلوباً مميزاً ويمتلك نظرة فاحصة وملاحظة دقيقة متجردة عن الأنانية واستطاع أن يؤثر في وسطه الفني. والإبداع لغة هو المحدث الجديد ويقال (فلان بدع في الأمر) أي أول ما فعله، والإبداع والابتداع هو عند الحكماء إيجاد شيء غير مسبوق بمكان وزمان، وإذا كان الإبداع يتمثل في الكشف عن زوايا جديدة لم يلتفت إليها أحد فمن الطبيعي أن تكون حالة الإبداع في الخط العربي حالة غير عفوية بل وتمكن وراءها جملة أسباب منها:
مهارة الخطاط المبدع: قدرة الخطاط على ابتكار نماذج فنية جديدة في الخط العربي أو إضافة مبدعة لتكويناته أو معالجة حديثة ومناسبة كل حالة تعبر عن مهارته وحذقه كما أنه يستشعر نشوة الانتصار بالتغلب على مشكلة واجهته للوصول إلى تآلف محبب بين عناصر لوحته ويتمتع الخطاط المتميز برغبة الميل إلى الاستحداث والابتكار وخاصة في فنه وهذا الميل خلق لديه نظرة فاحصة للأشكال والنماذج التي استحدثتها وأثرى بها الخطوط العربية كما أنها ساعدت بنفس الوقت على بثّ روح التطور والنماء في الخط العربي والقضاء على السأم والملل، فالإثارة والإعجاب ناتجة عن مقدرة الخطاطين المبدعين لسعة إطلاعهم وكفاءتهم للوصول إلى أنماط جمالية فريدة أثارت إعجاب الناس وشدت انتباههم، فالخطاط المبدع ينزع إلى الجديد المبتكر الذي يتحدى الخيال ويثير الإعجاب وكان يجمع بين الحيوان والطير والإنسان في صياغة تشكيلية جذابة، كذلك فإن التدريب المستمر والتركيز الذهني الجيد وحالة الإبداع التي يسعى وراءها الخطاط تطلّب منه تدريباً دقيقاً وتركيزاً ذهنياً جيداً لتنمو لديه ملكة الملاحظة الدقيقة، وإن حيوية الخطوط العربية وميزة التعبير الفني في الحرف العربي جعلته عرضة لمحاولات العاملين في الحقل الفني الهادفة لتقديم أشكال جديدة مبتكرة للخطوط العربية منها المقروءة ومنها المجردة، واستطاع الخطاطون أن يستوعبوا هذه الميزات بفهم ودراية عندما اكتشفوا إمكانية كتابة عبارة واحدة بأشكال مختلفة وكل ذالك ترك باب التجديد والخلود اللذين هما شرطان أساسيان لكل فن مفتوحاً أمام مواكبة روح العصر. والتطور الواسع للخطوط العربية يشير وبدلالة واضحة إلى قدرة الخطاطين لمواكبة روح العصر الذي عاشوا فيه حيث تشير إليه المصادر التاريخية علماً أنّ الخطوط اللينة تولّدت من الخط الكوفي وإن الخطاطين العرب الأوائل ينسب إليهم اختراع هندسة الخطوط وإيجاد أنواع جديدة في الخط العربي كالطومار وخفيف الثلث وثقيل الثلث وغبار الحلية التي اندثر معظمها. كما أن الخطاطين الأتراك أوجدوا الخطوط الهيمايونية (الديواني والجلي الديواني ) واخترعوا كذالك الطغراء والسياقة، كما ينسب إلى الإيرانيين اختراع خط النستعليق، كل هذه التطورات عاشت عصرها وجعلت من الخط العربي أبهى جمالاً وأحلى حلة.
التنافس المشروع: لحالة التنافس الشريف والمشروع أثرها البالغ في تطور أي جانب من جوانب الحياة والتنافس الذي حصل بين الخطاطين أدى إلى إتقان الخطوط العربية وتجويدها واستنباط حالة التجديد منها فكان من جرّاء ذلك أن وُلدت خطوط عربية جديدة واندثرت أخرى، وبرزت في مصر حركة إحياء الخط الكوفي واختراع التاج، ومن ثم الشروع بابتكار أساليب فنية مبسطة لتعليم الخط كما حصل في العراق وانتشار كراريس خطية لتعليم الناشئة وانتشار حركة المعارض الخطية هذه الأسباب وغيرها كانت وراء ظاهرة الابتكار والإبداع في الخط العربي.
يعتبر الخط العربي أول الفنون في المجتمع الإسلامي لالتصاقه الوثيق بالثقافة ولسمو معانيه ودقة مراميه. وكانت رتبة الرسام والمهندس دونه بكثير، وكان الخطاط يكتب أولا ويملأ المساحة التي تناسب الكتابة لأنها هي المقصود الأول، ثم يأتي المزخرف فيرسم حول الكتابة الزخارف المناسبة، إلي أن جاء كمال الدين بـهزاد معاصر الدولة التيمورية والدولة الصفوية فكان يرسم أولاً ويترك محلاً مناسباً ليأتي دور الخطاط، وبهزاد كان خطاطاً بالإضافة إلى كونه أعظم رسام أنجبته تلك البلاد فكان بمقدوره أن يترك المساحة المناسبة للخط. ومن الأدلة على أنّ الخطاط كان أعلى الفنانين في المجتمع الإسلامي؛ أنه هو الفنان الوحيد الذي يوقّع على عمله وكان غيره نادراً ما يوقع، وأنّ المؤرخين اهتموا بحياة الخطاطين أكثر من غيرهم، بل إنّ الملوك كانوا يقرّبون الخطاطين ولا يستغنون عنهم ساعة واحدة، ونُقِلَ عن بعضهم أنهم كانوا يحملون الدواة والخطاط يكتب بحضرتهم، كالشاه عباس الأول الصفوي كان يحمل الدواة للخطاط علي رضا، والسلطان بايزيد الثاني العثماني كان يحمل الدواة للخطاط حمدان الأماسي، وكان بعض الملوك خطاطين كالشاه طهماسب الصفوي والسلطان أحمد والسلطان محمود الثاني والسلطان عبد الحميد والسلطان عبد العزيز من العثمانيين. وكان مرتب رئيس الخطاطين في الدولة العثمانية مرتب وزير، وما يزال الخطاط في إيران يُعتبر في طليعة الفنانين، وكان الملوك يحبون أن يستقطبوا الخطاطين في ممالكهم ويزينوا عرائس عواصمهم.وقد ذكر في التاريخ أنّ الشاه إسماعيل الصفوي حبس الخطاط محمود النيسابوري، والرسام بهزاد في مغارة حين شبت الحرب بينه وبين السلطان سليم الأول العثماني خوفاً من فرارهما إلي الدولة العثمانية. وحين استولى عبيد أزبك خان على هراة أخذ الخطاط الكبير والشاعر الشهير مير علي الهروي إلى بخارى بدون رضاه فأقام في بخارى إلي أن مات سنة 951هـ، وهكذا فعل السلطان سليم حين استولى على تبريز فقد أخذ منها ستين فناناً إلى استانبول ليجمّل بها عاصمة ملكه. حتى وصل الأمر بالخطاط أن يتيه دلالاً أمام الرؤساء بفنه وهو مرفوع الرأس عالي المكانة. وأذكر في ذلك قصة الخطاط سنكلاخ أحد خطاطي مدينة تبريز ومؤلف كتاب ( تذكرة الخطاطين ) كان قد طلب منه محمد علي باشا في مصر أن يكتب له قصيدة البردة لتنقش في جامعه الذي أنشأه في قلعة صلاح الدين بالقاهرة، وحين أرسل سنكلاخ الخط قال لرسوله: إن قام محمد علي باشا لخطي فسلم إياه و إلا فلا، وحين وصل الرسول إليه قام محمد علي باشا ومن معه تعظيماً لخط سنكلاخ فدفع إليه الخط. والذي عُرف أنّ محمد علي باشا أعظم رئيس في العصر الحديث ظهر في البلاد العربية أنجز ما لم ينجزه غيره في السلم والحرب.
الخط العربي هو فن تشكيلي: إن من وصفه وصنفه في قائمة الفنون التطبيقية كان ذلك حين رأى الجمعيات الحرفية للخط العربي فظنه حرفة كباقي الحرف الوضيعة ولم يستيقظ هؤلاء من غفلتهم إلا بعد أن رأوا تقدير الغربيين للخط العربي ولا أدل على ذلك من طلب فرنسا من الحكومة السورية إقامة معرض للخط العربي في صالة العرض الكبرى في باريس عام 1976. وقد رأى الجميع كيف كان إعجاب ودهشة الزوار باللوحات المعروضة وكيف ينظرون إليها بعيون مسحورة لجمال تلك اللوحات، وقد طلبتْ أربع دول أوروبية إقامة ذلك المعرض في بلادها. ذلك أنهم وجدوا في الخط العربي ما توصلوا إليه أخيراً من أنّ الفن كل الفن يكمن في الفن التشكيلي التجريدي وأنّ الفن التطبيقي الواقعي مبتذل، وما يرسمه الفنان منه في سنة تصوِّره المصوِّرة في لحظة.
وإذا أردنا أن نعرف حقيقة الخط العربي وعظمته في أعين الغربيين فلنستمع إلي بيكاسو زعيم الرسم الحديث إذ يقول: 'إن أقصى ما وصلت إليه في فن الرسم وجدت الخط العربي قد سبقني إليه منذ أمد بعيد.'
فالفن التشكيلي إذن هو الفن الذي تحقََّق به أشكال جديدة علي يد الفنان التشكيلي فهو يبتكر ويبدع وينوّع في الأشكال ويحلّق في هذا التنويع دون محاكاة لأعمال الآخرين أو تقليد، ودون تقيّد بطريقة معينة أو قواعد مدونة وهذا يحتاج إلي خيال واسع ومراعاة لمقتضى الحال وتكيّف مع الحاجة المطلوب سدّها. ومن الفنون التشكيلية الرسم والنحت وكل عمل فيه تصميم وابتكار.أما الفن التطبيقي فهو الفن الذي يتقيّد فيه الفنان بتقليد عمل معين من أعمال غيره حتى يكون صورة مطابقة للأصل حتى كأنه قد طبّق صورة علي صورة ونقل منها. وهذا يحتاج إلي دقة في الملاحظة وقوة في اليد وإتقان في الأداء والتنفيذ. والفنان فيه تابع لأصله الذي ينقل منه دون أن ينصبَّ خياله في الجري وراء الجديد أو في انتقاء الأفضل من عدة خيارات، ومن الفنون التطبيقية التصوير والزنكوغراف والطباعة وكل عمل فيه محاكاة وتقليد.وتجدر الإشارة إلي أن العمل الفني يكون تشكيليا إذا كان بكراً لم يسبق إليه فإذا أُعيد مرّة ثانية بجملته وتفصيله كان عملاً تطبيقياً.
فالخط العربي هو فن تشكيلي إذ لا بد فيه من توزيع كثافة الخطوط توزيعاً عادلاً، ولا بدّ فيه من اختيار الشكل الأنسب إذا كان هناك أمامه خيارات عدة. ولا نسلّم أنَّ الحرف في الكتابة لا يتبدل ولا يتغير بل إنّ الحرف الواحد تختلف أبعاده حسب موقعه من الكلمة وحسب موقعه من الشكل العام، فالحاء الأولية في خط الثلث مثلاً إذا جاء بعدها امتداد طالت إلي ست نقاط، والنون المفردة أو الأخيرة تكون أكثر من خمس نقاط إذا كان في جوفها حرف كالواو أو غيره، فإن كان جوفها فارغاً كانت بمقدار خمس نقاط فحسب. والخطاط قد يغير في شكل الحرف تغييراً يسيراً في بعض المواطن للحاجة وهو ما يسمّى في عرف الخطاطين بالتصرف. وقد يحتاج إلي تسمين الحرف تسميناً زائداً على ما تقتضيه قواعد الخط المتبعة إذا كانت الكتابة كبيرة وفي موضع بعيد عن الناظر وهو ما يسمّى بالخط الجلي، فإن كانت الكتابة صغيرة وقريبة من العين كانت نحافتها عادية على حسب القاعدة وهذا ما يسمى بالخط الخفي. وقد يعمد الخطاط إلي صبّ الكتابة في إطارٍ عام كالدائرة والمثلث والمربع والمستطيل والشكل البيضي أو الملّوز. وقد يخترع أشكالاً أخري لا حدَّ لها ولا حصر. وقد يحتاج إلي أن يركّب الحروف في طبقات متداخلة ثلاثة أو أكثر، وقد يفضّل التماثل والتناظر في بعض الحروف إن ساعده النص كالألفات واللامات والجيمات والحاءات والخاءات المفردة أو الأخيرة وكالميمات القائمة أو المائلة وكالكافات المنبسطة أو القائمة وغير ذلك مما ليس له حصر. فيقع الحرف في جهة اليسار نظير الحرف في جهة اليمين مما يكّون شكلاً عاماً رائعاً يأخذ بالألباب وينتزع الإعجاب. والأشكال والأوضاع للجملة الواحدة كثيرةٌٌٌٌ جداً لا تكاد تنتهي. وبذلك يمكن تركيب البسملة من مئات الأشكال. ولو طُلب من عدة خطاطين كتابة عبارة واحدة لكتبوها بأشكال مختلفة. ويندر جداً أن تتفق الخواطر على شكلٍ واحدٍ مما يدلُّ دلالةً قاطعةً على أنّ مجال الإبداع مفتوحٌ في الحروف ومفتوحٌ أكثر في الشكل العام الذي يتألف من الحرف. ولا يغيب عن البال أن الأبنية في البلد تختلف في الشكل والمساحة وإن كانت كلها مبنية من لَبِِن كله بمقاس واحد، فلا غرابة أن يختلف الشكل العام وإن كانت الحروف واحدة الشكل والنص واحد. فإن زاد التصرف والتغيير في الحروف حتى نكوِّن منها خطاً جديداً كان هذا الخط من الفن التشكيلي بغير نزاع.
وقد مالت كثيرٌ من نقابات الفنون الجميلة في البلاد العربية إلي اعتباره واحداً من الفنون التشكيلية الرفيعة.
وعلى الرغم من أن الخط العربي فن تشكيلي فإن هذا لا يمنع أن تكون هناك قواعد عامة للتشكيل في الخط كمراعاة أن تكون الكثافة في جميع النص واحدة وجعل الحروف الطويلة مثل الألف واللام والجيم المفردة ونحوها في الأسفل والحروف القصيرة مثل السين والدال والباء والفاء في الأعلى فتكون الطويلة حاضنة للقصيرة. ولا بدَّ من مراعاة ترتيب الحروف في النص بقدر الإمكان لاسيَّما إن كانت العبارة غير مشهورة بين الناس، ويستحسن مراعاة التناظر إن ساعدت الحروف في النص المراد كتابته، ومن القواعد كذلك أن تكون الكثافة في الأسفل أكثر منها في الأعلى قليلاً لأن الأسافل حوامل للأعالي كما في المباني يراعى فيها أن يكون أسفل البناء أقوى من أعلاه لأنه الحامل له. إلى اعتبارات كثيرة تكون في ذهن الخطاط بحسب ما يستدعيه المقام ولكل مقام مقال.
وينبغي أن يعلم أنَّ قواعد التشكيل غير القواعد التي وضعها الخطاطون لكتابة الحروف وهي أيضاً قواعد مرنة في بعض الأحيان للمتمكن في الخط أن يتصرف فيها بما يناسب المقصود ولا يُخلُُّ بالجمال.
الخصائص الجمالية لهذا الفن: إنّ تنوّع الخطوط العربية وتعدّد أشكالها منحها خصائص جمالية قلّما نشاهدها في خطوط الأمم الأخرى. فالخط العربي يعتبر أرقى وأجمل خطوط العالم البشري على وجه البسيطة فإنّ له من حسن شكله وجمال هندسته وبديع نسقه ما جعله محبوباً حتى لدى الأجانب الغربيين.
إن البدايات الأولى للاهتمام بالخط العربي كان مبعثها المعرفة والتعلم ثم بعد ذلك وُضعت له القوانين والأسس الموضوعية والعلمية واختُرعت له الطرق والأساليب الابتكارية التي أضافت جمالية جديدة إليه
ليس الخط العربي مجرد رسم وكتابة فقط وإنما هو فن وعلم في آن معا وعادة ما يتوصل الخطاط إلى ذروة الإتقان والكمال الفني عن طريق معرفته العالية ببنية اللغة العربية ومدلولها الحرفي، ولهذا السبب احتلّ كبار الخطاطين مكانة كبيرة في المجتمع الإسلامي وذاع سيطهم ليس فقط كخطاطين وإنما أيضا كفنانين وعلماء جديرين بالاحترام، وقد قال عبد الحميد الكاتب ـ الوزير في عهد مروان بن محمد آخر خليفة في الدولة الأموية ـ ( أجيدوا الخط فإنه حلية كتبكم )، لقد ساعدت بنية الخط العربي، وما يتمتع به من مرونة وطواعية وقابلية للمدّ والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب على ارتقاء الخط العربي إلى فن جميل، يُعنى فيه بالجماليات الزخرفية للحروف والكلمات. والخط العربي يعتمد فنًا وجمالاً على قواعد خاصة تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة، وتستخدم في أدائه فنيًا العناصر نفسها التي نراها في الفنون التشكيلية الأخرى.
لقد انصرف الناس منذ القدم إلى تعلم هذا الفن ودراسته، معتمدين بذالك على استعداداتهم الفطرية ومواهبهم الطبيعية, فبرز فيه أناس قديرون كشفوا كنوزه الفنية وأوضحوا مقاييسه ونسبه، فكثر بذلك الخطاطون الذين مارسوا هذا الفن، ولما كانوا على درجات متباينة من الملكة في ضبط الخطوط العربية, فقد خلقت هذه الحالة التباين والتفاوت في قدراتهم وأوضحت لنا نموذجين من الخطاطين: الأول: الخطاط الاعتيادي.والثاني: الخطاط المبدع. الخطاط الاعتيادي هو من أدرك أساسيات الخطوط العربية وتعرف على أنواعها و بقي في حدود معرفته الضيقة، ولم يتمكن من مسايرة روح عصره وظل خطه دون غاية قدرته وتوقفت تجربته وتعسّرت لديه ولادة أنماط جديدة فأصبح فنه اعتيادياً لا يؤثر في وسطه.
الخطاط المبدع هو من أدرك أساسيات الخطوط العربية وتعرف على أنواعها فكان ولعه بها غريباً وإنتاجه جيداً وتراكيبه جميلة, يتمتع بالقدرة على ابتكار أشكال جديدة تفصح عن مهارته وحذقه وقدرته على الحفاظ على أصالة الخط، واستطاع أن يجد لنفسه أسلوباً مميزاً ويمتلك نظرة فاحصة وملاحظة دقيقة متجردة عن الأنانية واستطاع أن يؤثر في وسطه الفني. والإبداع لغة هو المحدث الجديد ويقال (فلان بدع في الأمر) أي أول ما فعله، والإبداع والابتداع هو عند الحكماء إيجاد شيء غير مسبوق بمكان وزمان، وإذا كان الإبداع يتمثل في الكشف عن زوايا جديدة لم يلتفت إليها أحد فمن الطبيعي أن تكون حالة الإبداع في الخط العربي حالة غير عفوية بل وتمكن وراءها جملة أسباب منها:
مهارة الخطاط المبدع: قدرة الخطاط على ابتكار نماذج فنية جديدة في الخط العربي أو إضافة مبدعة لتكويناته أو معالجة حديثة ومناسبة كل حالة تعبر عن مهارته وحذقه كما أنه يستشعر نشوة الانتصار بالتغلب على مشكلة واجهته للوصول إلى تآلف محبب بين عناصر لوحته ويتمتع الخطاط المتميز برغبة الميل إلى الاستحداث والابتكار وخاصة في فنه وهذا الميل خلق لديه نظرة فاحصة للأشكال والنماذج التي استحدثتها وأثرى بها الخطوط العربية كما أنها ساعدت بنفس الوقت على بثّ روح التطور والنماء في الخط العربي والقضاء على السأم والملل، فالإثارة والإعجاب ناتجة عن مقدرة الخطاطين المبدعين لسعة إطلاعهم وكفاءتهم للوصول إلى أنماط جمالية فريدة أثارت إعجاب الناس وشدت انتباههم، فالخطاط المبدع ينزع إلى الجديد المبتكر الذي يتحدى الخيال ويثير الإعجاب وكان يجمع بين الحيوان والطير والإنسان في صياغة تشكيلية جذابة، كذلك فإن التدريب المستمر والتركيز الذهني الجيد وحالة الإبداع التي يسعى وراءها الخطاط تطلّب منه تدريباً دقيقاً وتركيزاً ذهنياً جيداً لتنمو لديه ملكة الملاحظة الدقيقة، وإن حيوية الخطوط العربية وميزة التعبير الفني في الحرف العربي جعلته عرضة لمحاولات العاملين في الحقل الفني الهادفة لتقديم أشكال جديدة مبتكرة للخطوط العربية منها المقروءة ومنها المجردة، واستطاع الخطاطون أن يستوعبوا هذه الميزات بفهم ودراية عندما اكتشفوا إمكانية كتابة عبارة واحدة بأشكال مختلفة وكل ذالك ترك باب التجديد والخلود اللذين هما شرطان أساسيان لكل فن مفتوحاً أمام مواكبة روح العصر. والتطور الواسع للخطوط العربية يشير وبدلالة واضحة إلى قدرة الخطاطين لمواكبة روح العصر الذي عاشوا فيه حيث تشير إليه المصادر التاريخية علماً أنّ الخطوط اللينة تولّدت من الخط الكوفي وإن الخطاطين العرب الأوائل ينسب إليهم اختراع هندسة الخطوط وإيجاد أنواع جديدة في الخط العربي كالطومار وخفيف الثلث وثقيل الثلث وغبار الحلية التي اندثر معظمها. كما أن الخطاطين الأتراك أوجدوا الخطوط الهيمايونية (الديواني والجلي الديواني ) واخترعوا كذالك الطغراء والسياقة، كما ينسب إلى الإيرانيين اختراع خط النستعليق، كل هذه التطورات عاشت عصرها وجعلت من الخط العربي أبهى جمالاً وأحلى حلة.
التنافس المشروع: لحالة التنافس الشريف والمشروع أثرها البالغ في تطور أي جانب من جوانب الحياة والتنافس الذي حصل بين الخطاطين أدى إلى إتقان الخطوط العربية وتجويدها واستنباط حالة التجديد منها فكان من جرّاء ذلك أن وُلدت خطوط عربية جديدة واندثرت أخرى، وبرزت في مصر حركة إحياء الخط الكوفي واختراع التاج، ومن ثم الشروع بابتكار أساليب فنية مبسطة لتعليم الخط كما حصل في العراق وانتشار كراريس خطية لتعليم الناشئة وانتشار حركة المعارض الخطية هذه الأسباب وغيرها كانت وراء ظاهرة الابتكار والإبداع في الخط العربي.
يعتبر الخط العربي أول الفنون في المجتمع الإسلامي لالتصاقه الوثيق بالثقافة ولسمو معانيه ودقة مراميه. وكانت رتبة الرسام والمهندس دونه بكثير، وكان الخطاط يكتب أولا ويملأ المساحة التي تناسب الكتابة لأنها هي المقصود الأول، ثم يأتي المزخرف فيرسم حول الكتابة الزخارف المناسبة، إلي أن جاء كمال الدين بـهزاد معاصر الدولة التيمورية والدولة الصفوية فكان يرسم أولاً ويترك محلاً مناسباً ليأتي دور الخطاط، وبهزاد كان خطاطاً بالإضافة إلى كونه أعظم رسام أنجبته تلك البلاد فكان بمقدوره أن يترك المساحة المناسبة للخط. ومن الأدلة على أنّ الخطاط كان أعلى الفنانين في المجتمع الإسلامي؛ أنه هو الفنان الوحيد الذي يوقّع على عمله وكان غيره نادراً ما يوقع، وأنّ المؤرخين اهتموا بحياة الخطاطين أكثر من غيرهم، بل إنّ الملوك كانوا يقرّبون الخطاطين ولا يستغنون عنهم ساعة واحدة، ونُقِلَ عن بعضهم أنهم كانوا يحملون الدواة والخطاط يكتب بحضرتهم، كالشاه عباس الأول الصفوي كان يحمل الدواة للخطاط علي رضا، والسلطان بايزيد الثاني العثماني كان يحمل الدواة للخطاط حمدان الأماسي، وكان بعض الملوك خطاطين كالشاه طهماسب الصفوي والسلطان أحمد والسلطان محمود الثاني والسلطان عبد الحميد والسلطان عبد العزيز من العثمانيين. وكان مرتب رئيس الخطاطين في الدولة العثمانية مرتب وزير، وما يزال الخطاط في إيران يُعتبر في طليعة الفنانين، وكان الملوك يحبون أن يستقطبوا الخطاطين في ممالكهم ويزينوا عرائس عواصمهم.وقد ذكر في التاريخ أنّ الشاه إسماعيل الصفوي حبس الخطاط محمود النيسابوري، والرسام بهزاد في مغارة حين شبت الحرب بينه وبين السلطان سليم الأول العثماني خوفاً من فرارهما إلي الدولة العثمانية. وحين استولى عبيد أزبك خان على هراة أخذ الخطاط الكبير والشاعر الشهير مير علي الهروي إلى بخارى بدون رضاه فأقام في بخارى إلي أن مات سنة 951هـ، وهكذا فعل السلطان سليم حين استولى على تبريز فقد أخذ منها ستين فناناً إلى استانبول ليجمّل بها عاصمة ملكه. حتى وصل الأمر بالخطاط أن يتيه دلالاً أمام الرؤساء بفنه وهو مرفوع الرأس عالي المكانة. وأذكر في ذلك قصة الخطاط سنكلاخ أحد خطاطي مدينة تبريز ومؤلف كتاب ( تذكرة الخطاطين ) كان قد طلب منه محمد علي باشا في مصر أن يكتب له قصيدة البردة لتنقش في جامعه الذي أنشأه في قلعة صلاح الدين بالقاهرة، وحين أرسل سنكلاخ الخط قال لرسوله: إن قام محمد علي باشا لخطي فسلم إياه و إلا فلا، وحين وصل الرسول إليه قام محمد علي باشا ومن معه تعظيماً لخط سنكلاخ فدفع إليه الخط. والذي عُرف أنّ محمد علي باشا أعظم رئيس في العصر الحديث ظهر في البلاد العربية أنجز ما لم ينجزه غيره في السلم والحرب.
الخط العربي هو فن تشكيلي: إن من وصفه وصنفه في قائمة الفنون التطبيقية كان ذلك حين رأى الجمعيات الحرفية للخط العربي فظنه حرفة كباقي الحرف الوضيعة ولم يستيقظ هؤلاء من غفلتهم إلا بعد أن رأوا تقدير الغربيين للخط العربي ولا أدل على ذلك من طلب فرنسا من الحكومة السورية إقامة معرض للخط العربي في صالة العرض الكبرى في باريس عام 1976. وقد رأى الجميع كيف كان إعجاب ودهشة الزوار باللوحات المعروضة وكيف ينظرون إليها بعيون مسحورة لجمال تلك اللوحات، وقد طلبتْ أربع دول أوروبية إقامة ذلك المعرض في بلادها. ذلك أنهم وجدوا في الخط العربي ما توصلوا إليه أخيراً من أنّ الفن كل الفن يكمن في الفن التشكيلي التجريدي وأنّ الفن التطبيقي الواقعي مبتذل، وما يرسمه الفنان منه في سنة تصوِّره المصوِّرة في لحظة.
وإذا أردنا أن نعرف حقيقة الخط العربي وعظمته في أعين الغربيين فلنستمع إلي بيكاسو زعيم الرسم الحديث إذ يقول: 'إن أقصى ما وصلت إليه في فن الرسم وجدت الخط العربي قد سبقني إليه منذ أمد بعيد.'
فالفن التشكيلي إذن هو الفن الذي تحقََّق به أشكال جديدة علي يد الفنان التشكيلي فهو يبتكر ويبدع وينوّع في الأشكال ويحلّق في هذا التنويع دون محاكاة لأعمال الآخرين أو تقليد، ودون تقيّد بطريقة معينة أو قواعد مدونة وهذا يحتاج إلي خيال واسع ومراعاة لمقتضى الحال وتكيّف مع الحاجة المطلوب سدّها. ومن الفنون التشكيلية الرسم والنحت وكل عمل فيه تصميم وابتكار.أما الفن التطبيقي فهو الفن الذي يتقيّد فيه الفنان بتقليد عمل معين من أعمال غيره حتى يكون صورة مطابقة للأصل حتى كأنه قد طبّق صورة علي صورة ونقل منها. وهذا يحتاج إلي دقة في الملاحظة وقوة في اليد وإتقان في الأداء والتنفيذ. والفنان فيه تابع لأصله الذي ينقل منه دون أن ينصبَّ خياله في الجري وراء الجديد أو في انتقاء الأفضل من عدة خيارات، ومن الفنون التطبيقية التصوير والزنكوغراف والطباعة وكل عمل فيه محاكاة وتقليد.وتجدر الإشارة إلي أن العمل الفني يكون تشكيليا إذا كان بكراً لم يسبق إليه فإذا أُعيد مرّة ثانية بجملته وتفصيله كان عملاً تطبيقياً.
فالخط العربي هو فن تشكيلي إذ لا بد فيه من توزيع كثافة الخطوط توزيعاً عادلاً، ولا بدّ فيه من اختيار الشكل الأنسب إذا كان هناك أمامه خيارات عدة. ولا نسلّم أنَّ الحرف في الكتابة لا يتبدل ولا يتغير بل إنّ الحرف الواحد تختلف أبعاده حسب موقعه من الكلمة وحسب موقعه من الشكل العام، فالحاء الأولية في خط الثلث مثلاً إذا جاء بعدها امتداد طالت إلي ست نقاط، والنون المفردة أو الأخيرة تكون أكثر من خمس نقاط إذا كان في جوفها حرف كالواو أو غيره، فإن كان جوفها فارغاً كانت بمقدار خمس نقاط فحسب. والخطاط قد يغير في شكل الحرف تغييراً يسيراً في بعض المواطن للحاجة وهو ما يسمّى في عرف الخطاطين بالتصرف. وقد يحتاج إلي تسمين الحرف تسميناً زائداً على ما تقتضيه قواعد الخط المتبعة إذا كانت الكتابة كبيرة وفي موضع بعيد عن الناظر وهو ما يسمّى بالخط الجلي، فإن كانت الكتابة صغيرة وقريبة من العين كانت نحافتها عادية على حسب القاعدة وهذا ما يسمى بالخط الخفي. وقد يعمد الخطاط إلي صبّ الكتابة في إطارٍ عام كالدائرة والمثلث والمربع والمستطيل والشكل البيضي أو الملّوز. وقد يخترع أشكالاً أخري لا حدَّ لها ولا حصر. وقد يحتاج إلي أن يركّب الحروف في طبقات متداخلة ثلاثة أو أكثر، وقد يفضّل التماثل والتناظر في بعض الحروف إن ساعده النص كالألفات واللامات والجيمات والحاءات والخاءات المفردة أو الأخيرة وكالميمات القائمة أو المائلة وكالكافات المنبسطة أو القائمة وغير ذلك مما ليس له حصر. فيقع الحرف في جهة اليسار نظير الحرف في جهة اليمين مما يكّون شكلاً عاماً رائعاً يأخذ بالألباب وينتزع الإعجاب. والأشكال والأوضاع للجملة الواحدة كثيرةٌٌٌٌ جداً لا تكاد تنتهي. وبذلك يمكن تركيب البسملة من مئات الأشكال. ولو طُلب من عدة خطاطين كتابة عبارة واحدة لكتبوها بأشكال مختلفة. ويندر جداً أن تتفق الخواطر على شكلٍ واحدٍ مما يدلُّ دلالةً قاطعةً على أنّ مجال الإبداع مفتوحٌ في الحروف ومفتوحٌ أكثر في الشكل العام الذي يتألف من الحرف. ولا يغيب عن البال أن الأبنية في البلد تختلف في الشكل والمساحة وإن كانت كلها مبنية من لَبِِن كله بمقاس واحد، فلا غرابة أن يختلف الشكل العام وإن كانت الحروف واحدة الشكل والنص واحد. فإن زاد التصرف والتغيير في الحروف حتى نكوِّن منها خطاً جديداً كان هذا الخط من الفن التشكيلي بغير نزاع.
وقد مالت كثيرٌ من نقابات الفنون الجميلة في البلاد العربية إلي اعتباره واحداً من الفنون التشكيلية الرفيعة.
وعلى الرغم من أن الخط العربي فن تشكيلي فإن هذا لا يمنع أن تكون هناك قواعد عامة للتشكيل في الخط كمراعاة أن تكون الكثافة في جميع النص واحدة وجعل الحروف الطويلة مثل الألف واللام والجيم المفردة ونحوها في الأسفل والحروف القصيرة مثل السين والدال والباء والفاء في الأعلى فتكون الطويلة حاضنة للقصيرة. ولا بدَّ من مراعاة ترتيب الحروف في النص بقدر الإمكان لاسيَّما إن كانت العبارة غير مشهورة بين الناس، ويستحسن مراعاة التناظر إن ساعدت الحروف في النص المراد كتابته، ومن القواعد كذلك أن تكون الكثافة في الأسفل أكثر منها في الأعلى قليلاً لأن الأسافل حوامل للأعالي كما في المباني يراعى فيها أن يكون أسفل البناء أقوى من أعلاه لأنه الحامل له. إلى اعتبارات كثيرة تكون في ذهن الخطاط بحسب ما يستدعيه المقام ولكل مقام مقال.
وينبغي أن يعلم أنَّ قواعد التشكيل غير القواعد التي وضعها الخطاطون لكتابة الحروف وهي أيضاً قواعد مرنة في بعض الأحيان للمتمكن في الخط أن يتصرف فيها بما يناسب المقصود ولا يُخلُُّ بالجمال.
الخصائص الجمالية لهذا الفن: إنّ تنوّع الخطوط العربية وتعدّد أشكالها منحها خصائص جمالية قلّما نشاهدها في خطوط الأمم الأخرى. فالخط العربي يعتبر أرقى وأجمل خطوط العالم البشري على وجه البسيطة فإنّ له من حسن شكله وجمال هندسته وبديع نسقه ما جعله محبوباً حتى لدى الأجانب الغربيين.
إن البدايات الأولى للاهتمام بالخط العربي كان مبعثها المعرفة والتعلم ثم بعد ذلك وُضعت له القوانين والأسس الموضوعية والعلمية واختُرعت له الطرق والأساليب الابتكارية التي أضافت جمالية جديدة إليه
منقول
- ادم ريحان كوركيسعضو شرف دائم
رد: الخط العربي فن وعلم وإبداع
الأحد سبتمبر 25, 2011 12:26 pm
جهود مشكورة يا مروان
- مروان دميانوسمشرف منتدى الفنون الجميلة
رد: الخط العربي فن وعلم وإبداع
الأحد سبتمبر 25, 2011 5:42 pm
تسلم حبيبي ابو قابيل هذا من ذوقك الرفيع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى