مريم البتول والدة الله الكلمة -الفادي

مريم البتول والدة الله الكلمة
الفادي

لما شاء ربنا أن تصير الأمة أماً له , تحرك كلمة الآب وهبط من مساكنه العلوية وحل بالعذراء , فحبلت به وولدته . فكل الرموز الغامضة بطلت بالحق الذي أشرق

طوباك يامريم بنت داود التي استحقيت ان تكوني أماً لله , وقد تجسد منك . إنك فخر المعمورة ياولدة الله . ولده الآب منذ الأزل وفي آخر الأزمنة أشرق من مريم , فالمولود من الآب ومن مريم هو واحد ومسجود له

ولدت العذراء مريم الله الكلمة , دخلها إلهاً وخرج منها إلهاً وإنساناً , فهي والدة الله . ويقول مار أفرام والذي لقب بالشاعر المريمي الأول , تصرخ عظامي من القبر ان مريم ولدت الله واذا خامرني ريب فليرذلني الحق وإن وجد في لساني تبديل فليرم بي في جهنم مع يهوذا . وفي صلواتنا الفرضية تسأل الكنيسة مريم قائلة لها

ماذا أسميك يابنت داود , لا أعلم , وبأي اسم أكنيك , لا أدري . أأسميك بتولاً وهنالك أبن يرضع منك . أأسميك أماً وأنت بكارتك ثابتة . اني أدعوك إذاً والدة الله " وهنا توجه مريم الكلام الى ابنها فتقول " بني , لا أدري ماذا أسميك . أأسميك طفلاً وأنت أقدم من الدهور . أأسميك شيخاً وأنت وليد . أني سأسميك ضياء من الآب وجاء فأنار البرايا كلها . فالطوبى لي لأني ولدت من يسجد له ملوك الأرض ,وأربي من بإرشادته يدبر الأقطار والأقاصي . وقد دعي يسوع المسيح ابن الله وابن مريم بألقاب كثيرة

أما في صلواتنا الفرضية لقب بالنسر القديم والعجيب , عمانوئيل الله , الجبار الذي يزن الجبال .. . ولكي تعبر مريم عما في نفسها من مشاعر الشكر لله على أنه أختارها أماً لأبنه قالت للعذارى رفيقاتها " كبير هو فرحي وسروري لأني أحمل حامل البرايا ذلك الذي تخدمه الملائكة والمتيقظون وأناغي ذلك الذي علم البشر النشيد : قدوس قدوس قدوس الرب