ادق التفاصيل لمذبحة قرية صورية

لعدم امتلاكي معلومات دقيقة عن مذبحة لقرية صورية ، اضطررت لأنقل هذه المعلومات من مواقع صديقة

مع ذكر اسم كاتب الموضوع والموقع الذي نقلت الالمقالة منه مع كل الشكر والتقدير لكاتب الموضوع.

*** *** ***

في السادس عشر من شهر أيلول من هذه السنة يمر على شعبنا الآشوري ذكرى الأربعين لمذبحة صورية التي كانت قرية آمنة تقع بسهل (صليباني)_السليفاني المطلة على ضفاف نهر دجلة بمياهه الرقاقة ،وكان أهل القرية آمنون ومسالمون وطيبون، إلا أن رحى الزمن لم تدر وتشأ أن تستمر الحياة فيها،حيث مع انبلاج نور صبيحة الثلاثاء المصادف 16_9_1969 وبينما كانت مفرزة من الجيش العراقي بقيادة السفاح الملازم الثاني عبد الكريم خليل كعادتها تتوجه إلى المثلث الحدود السوري_العراقي_ التركي للبحث عن الفارين من العسكرية،وعند وصول المفرزة للقرية توقفت لدقائق معدودة ولم يبخل الأهالي الطيبون عن تقديم ما وجب تقديمه لعابر سبيل،ثم واصلت المفرزة مشوارها واجتازت القرية بأكثر من (5كم)،وفجأة انفجرلغم أرضي تحت أحدى سيارات المفرزة المذكورة دون أن تسفر عن خسائر بشرية،ولدى سماع اهل القرية صوت الانفجار تناثروا متفرقين مثل ثمرة الرمان هائمين على وجوههم في البساتين والأدغال للهروب من وجه هذا الجزار الظالم،وعلى أثر الانفجار عاد الضابط وجنوده إلى قرية صورية،وعند بلوغها شرع الجنود بعد طوق حول القرية وجمع الأهالي صغارا وكبارا شيوخا ونساءا في إحدى حظائر الحيوانات.
وفي ذلك اليوم شاء الرب أن يقصد الشهيد القص حنا القرية لإكمال واجباته الكهنوتية اتجاه الأهالي،لكن لم يقدر على إحياء طقس هذا الصباح،وهذ القص من مواليد محافظة نينوى ولد عام 1919،ففي صباح يوم عيد الصليب 16_9_1969 كان فقيدنا يؤدي مراسم الصلاة في قرية صورية وهم صيام ففوجئوا بدخول الجيش العراقي على رأسهم ذلك الملازم السفاح الكافر الذي قام بجمعهم في حظيرة وتوجيه لهم التهم الباطلة لفرض إعدامهم وبذلك يتم السيطرة على القرية الآشورية.
فما كان من فقيدنا إلا أن وقف بوجه هذا الجبار المعادي الذي أسله الشيطان وقال له:أن يخاف ربه لان هذه القرية آمنة ولا تؤذي غيرها،فكان الرد أن ضرب بأخمص البندقية على رأسه أمام الجميع فوقع أرضا.
وبعدها بدأ هذا الضابط بقتل وذبح أفراد القرية ووصلت به الدناءة قتل النساء الحوامل ،وأمام هذه المأسات رفع فقيدنا رأسه مرة أخرى صارخا بأن هؤلاء الناس أبرياء فاتق الله،عندها عاد هذا المتكابر مرة ثانية قائلا:كيف لم تمت لحد الآن فانهال عليه بالرصاص وعلى من تبقى من رجال ونساء هذه القرية الأبية،وحصيلة تلك المجزرة كانت 38 شهيدا و 22 جريحا ولم ينج ممن كانوا في الحظيرة سوى من حالفه الحظ وتستر بين الجثث الهامدة ومن بينهم رضيع.
ورافقت المذبحة قصص استشهادية بطولية مثيرة،حيث حاولت الفتاة (ليلى خمو)منع الضابط من إكمال فعلته الشنيعة عندما رأت أن والدها الشيخ انبطح ساقطا على الأرض ولكن ذلك الوحش الدموي وجه بندقيته إلى صدرها وأرداها قتيلا،إلى جانب الفتاة كاترين التي رمت بجسدها النحيل على زوجها لإنقاذه من براثن الموت لكن المتوحش السفاح صوب نحوها البندقية وأمطرها بوابل من الرصاص فتراقص جسدها،فاسشهدت لتسجل أية من نكران الذات وقيم الشهادة والتضحية لأغلى وأعز الأشياء من أجل الأحبة وتكون مثالا للزوجة العظيمة،ولكي يدفن هذا المجرم أعماله قام بتغطيتهم بالتبن وحرق القرية بأجمعها.
وسجل هذا المجرم في صفحة ذكرياته السوداء صفحة مطرزة بالخزي والعار من أفعال شنيعة،ووصلت وقاحته بأمر المعاون الطبي في ناحية العاصي بعدم إسعاف الجرى.
ولم تنصف هذه المذبحة بحقها الإعلامي والقانوني المطلوب،ومازلت القرية على حالها كومة من الانقاض تعيش فيها الغربان وتتظاير منها ذكريات ورائحة الموت،وكان من الحري الإحاطة بها وإنصافها وإمة نصب تذكاري يعكس ملامح المذبحة في منطقة وقوعها(المفرق الحدودي_ديربون_فش خابور_زاخو)إلى جانب نصب آخر لشقيقتها (سيميل) .
ونعدو إلى بطل هذه المذبحة الشهيد القص حنا التي انطبعت قطرات دمه على مسبحته ومازلت موجودة لحد الآن عند العائلة وقبره أيضا موجود بعد سحب جثته من بين النيران عندما قام آشوريو الضيع المجاورة بإخماد النيران،والأم التي دفنت كبيرها بيدها لحقته بعد أشهر من مأساته حيث قضت أيامها الأخيرة تحضن بدلة الخورنة(بدلة الخورية)التي كان سيرتديها خلال أسبوع استشهاده.
وختاما نتذرع للرب أن يغمد الشهداء برحمته الواسعة ويمطر عليهم شأبيب الرحمة والرضوان.
حبة القمح لتحيا تدفن
منتدى قامشلي كوم
Abo Ashour Nassar