- ادم ريحان كوركيسعضو شرف دائم
دولة مستقلة
الخميس سبتمبر 15, 2011 9:08 am
بقلم: د. سامان سوراني -
(صوت العراق) - 13-09-2011
إقليم كوردستان العراق والحق في إقامة دولة مستقلة
من المعلوم بأن حق تقرير المصير يمارس عن طريق الديمقراطية والوسائل المتحضرة، منها الإقتراع. لكن ما العمل، إذا ما أنكرت القوى المهيمنة على السلطة داخل الوحدة السياسية التي يعيش الشعب فيها أو القوى الاستعمارية تطبيق هذا السبيل المتحضر و وأنكرت على الشعب الكوردستاني حقه في تقرير مصيره؟
فإذا أقفلت أبواب الديمقراطية ورفضت كافة الوسائل العصرية السلمية لإستراد هذا الحق المشروع فلابد للشعوب من أن تمارس حقوقها بالکفاح المسلح و هو مايسمی سياسيا بالكفاح المسلح أو تقرير المصير الثوري. وهذا النوع من والكفاح الوطني المسلح أقرته الأمم المتحدة بقراراتها وإعلاناتها والمواثيق التي أقرتها ومارستها، لذا لايعتبر الكفاح من اجل تقرير المصير إرهابا.
وإن مبدأ حق تقرير المصير كان موجودا قبل أن يندرج في دساتير الدول والمواثيق الدولية والإقليمية ، وكان شعارا سياسيا او مبدأ ايديولوجيا تستخدمه الأمم في نضالها او وحدتها القومية او لإستقلالها الوطني. والدستور في العراق الفيدرالي الاتحادي، بعد سقوط الطاغية صدام و نظامه القمعي، أعطی هذا الحق للشعب الكوردستاني و إقليم كوردستان.
المادة الأولى، الفقرة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، تقتضي و تهدف الی " إنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها".
ومن الواضح بأن هذا الحق لايمكن ممارسته إعتباطيا، بل بنصوص و مضامين منطوية على تحرير الشعب وأرضه دون قيد أو شرط أو تزييف أولا و إزالة مختلف القيود والضغوط التي تؤثر سلبا في تعبير الشعب عن إرادته ثانيا. والاخيرة تمارس عن طريق إجراء استفتاء حر ونزيه توصل الی نتيجة، عندها فقط يمكن القول أنها تعبر عن إرادة الشعب بشان تقرير مصيره.
وإذا تم تفسير هذا الحق من منظار ضيق، فهو يعني الاستقلال وإقامة دولة لها سيادة، لأن الاستقلال هو الهدف المطلوب الذي ترجو الشعوب تحقيقه وهي تمارس هذا الحق ، الذي يعتبر حقا مشروعا كرسته وأقرته كل أحكام ومبادئ القانون الدولي العام المعاصر.
والجدير بالذكر أن ميثاق الأمم المتحدة قد نص على حق الشعوب في تقرير مصيرها، إلا أنه لم يحدد الوسائل التي من خلالها يمكن الحصول على هذا الحق، وهو ما تكلفت به الجمعية العامة من خلال ما أصدرته من قرارات أكدت فيها شرعية استخدام القوة للوصول إلى تقرير المصير.
وفي عام 1962 صدر الجمعية العامة قرار مهم حمل الرقم 2955 حول حق الشعوب في تقرير المصير والحرية والاستقلال وشرعية نضالها بكل الوسائل المتاحة والمنسجمة مع ميثاق الأمم المتحدة، كما طلبت من جميع الدول الأعضاء في قرارها رقم 3070 الصادر عام 1973 الاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وتقديم الدعم المادي والمعنوي وجميع أنواع المساعدات للشعوب التي تناضل من اجل هذا الهدف.
يقود عدم إحتكام الحكومة الفيدرالية الی الدستور في ظل هذا الوضع الراهن المليء بالمحاذير و الباعث للقلق، کإتساع الفجوة بين دولة القانون والتحالف الكوردستاني وترهل الجهاز الحكومي و تدهور كفاءة الإدارة وشيوع الفساد والمحسوبيات وتفاقم الفضاء السياسي بسبب تفعيل القوی الشوفينية، الجامدة عقائدياً والمعادية للديمقراطية الجذرية من قبل رئيس الحکومة، الی نتائج كارثية على العراق.
هذا ما لا يرضاه الشعب الكوردستاني، لذا يری نفسه ملزماً الی تأسيس "الكتلة التاريخية" كما طرحه المنَظّر اليساري أنطونيو غرا مشي (1891-1937) في إيطاليا تضم كافة القوی السياسية ومنظمات المجتمع المدني هدفها القيام بنهضة من أجل الحفاظ علی مكتسبات الشعب الكوردستاني والعمل علی تثبيت "التعايش السلمي" مع القوی الديمقراطية العراقية في سبيل صهر الخلافات التي تصدع الشعبين العربي والكوردي في العراق والسيطرة على النزاعات قبل أن تتفاقم المشكلات وتستفحل.
إن تداعيات الثورتين التونسية والمصرية والثورات المستمرة في كل من ليبيا وسوريا واليمن ضد أنظمة القمع من تفاعلات، وما ظهر بسببهما من تأزمات وحراك سياسي في أقطار عربية أخری، أوجدت ظروفاً تفرض علی الحکومة العراقية مراجعة أوضاعها، وبذل أقصى الجد في العمل مع بنود الدستور وإصلاح أخطائها قبل أن تزداد الوضع تفاقماً، لأن الإتفاقات الغير شفافة مع دول الجوار للهيمنة علی الاقليم و الاستخفاف بالاتفاقات السياسية لفرض صيغة مركزية وتكريس الدكتاتورية و عدم الالتزام بالدستور يؤدي في القريب العاجل الی إتخاذ موقف صريح و حازم من قبل "الكتلة التاريخية" لمصلحة شعب كوردستان.
وختاماً لكم القول المأثور: "لكي يكون الجميع للوطن يجب أن يكون الوطن للجميع."
د. سامان سوراني
(صوت العراق) - 13-09-2011
إقليم كوردستان العراق والحق في إقامة دولة مستقلة
من المعلوم بأن حق تقرير المصير يمارس عن طريق الديمقراطية والوسائل المتحضرة، منها الإقتراع. لكن ما العمل، إذا ما أنكرت القوى المهيمنة على السلطة داخل الوحدة السياسية التي يعيش الشعب فيها أو القوى الاستعمارية تطبيق هذا السبيل المتحضر و وأنكرت على الشعب الكوردستاني حقه في تقرير مصيره؟
فإذا أقفلت أبواب الديمقراطية ورفضت كافة الوسائل العصرية السلمية لإستراد هذا الحق المشروع فلابد للشعوب من أن تمارس حقوقها بالکفاح المسلح و هو مايسمی سياسيا بالكفاح المسلح أو تقرير المصير الثوري. وهذا النوع من والكفاح الوطني المسلح أقرته الأمم المتحدة بقراراتها وإعلاناتها والمواثيق التي أقرتها ومارستها، لذا لايعتبر الكفاح من اجل تقرير المصير إرهابا.
وإن مبدأ حق تقرير المصير كان موجودا قبل أن يندرج في دساتير الدول والمواثيق الدولية والإقليمية ، وكان شعارا سياسيا او مبدأ ايديولوجيا تستخدمه الأمم في نضالها او وحدتها القومية او لإستقلالها الوطني. والدستور في العراق الفيدرالي الاتحادي، بعد سقوط الطاغية صدام و نظامه القمعي، أعطی هذا الحق للشعب الكوردستاني و إقليم كوردستان.
المادة الأولى، الفقرة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، تقتضي و تهدف الی " إنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها".
ومن الواضح بأن هذا الحق لايمكن ممارسته إعتباطيا، بل بنصوص و مضامين منطوية على تحرير الشعب وأرضه دون قيد أو شرط أو تزييف أولا و إزالة مختلف القيود والضغوط التي تؤثر سلبا في تعبير الشعب عن إرادته ثانيا. والاخيرة تمارس عن طريق إجراء استفتاء حر ونزيه توصل الی نتيجة، عندها فقط يمكن القول أنها تعبر عن إرادة الشعب بشان تقرير مصيره.
وإذا تم تفسير هذا الحق من منظار ضيق، فهو يعني الاستقلال وإقامة دولة لها سيادة، لأن الاستقلال هو الهدف المطلوب الذي ترجو الشعوب تحقيقه وهي تمارس هذا الحق ، الذي يعتبر حقا مشروعا كرسته وأقرته كل أحكام ومبادئ القانون الدولي العام المعاصر.
والجدير بالذكر أن ميثاق الأمم المتحدة قد نص على حق الشعوب في تقرير مصيرها، إلا أنه لم يحدد الوسائل التي من خلالها يمكن الحصول على هذا الحق، وهو ما تكلفت به الجمعية العامة من خلال ما أصدرته من قرارات أكدت فيها شرعية استخدام القوة للوصول إلى تقرير المصير.
وفي عام 1962 صدر الجمعية العامة قرار مهم حمل الرقم 2955 حول حق الشعوب في تقرير المصير والحرية والاستقلال وشرعية نضالها بكل الوسائل المتاحة والمنسجمة مع ميثاق الأمم المتحدة، كما طلبت من جميع الدول الأعضاء في قرارها رقم 3070 الصادر عام 1973 الاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وتقديم الدعم المادي والمعنوي وجميع أنواع المساعدات للشعوب التي تناضل من اجل هذا الهدف.
يقود عدم إحتكام الحكومة الفيدرالية الی الدستور في ظل هذا الوضع الراهن المليء بالمحاذير و الباعث للقلق، کإتساع الفجوة بين دولة القانون والتحالف الكوردستاني وترهل الجهاز الحكومي و تدهور كفاءة الإدارة وشيوع الفساد والمحسوبيات وتفاقم الفضاء السياسي بسبب تفعيل القوی الشوفينية، الجامدة عقائدياً والمعادية للديمقراطية الجذرية من قبل رئيس الحکومة، الی نتائج كارثية على العراق.
هذا ما لا يرضاه الشعب الكوردستاني، لذا يری نفسه ملزماً الی تأسيس "الكتلة التاريخية" كما طرحه المنَظّر اليساري أنطونيو غرا مشي (1891-1937) في إيطاليا تضم كافة القوی السياسية ومنظمات المجتمع المدني هدفها القيام بنهضة من أجل الحفاظ علی مكتسبات الشعب الكوردستاني والعمل علی تثبيت "التعايش السلمي" مع القوی الديمقراطية العراقية في سبيل صهر الخلافات التي تصدع الشعبين العربي والكوردي في العراق والسيطرة على النزاعات قبل أن تتفاقم المشكلات وتستفحل.
إن تداعيات الثورتين التونسية والمصرية والثورات المستمرة في كل من ليبيا وسوريا واليمن ضد أنظمة القمع من تفاعلات، وما ظهر بسببهما من تأزمات وحراك سياسي في أقطار عربية أخری، أوجدت ظروفاً تفرض علی الحکومة العراقية مراجعة أوضاعها، وبذل أقصى الجد في العمل مع بنود الدستور وإصلاح أخطائها قبل أن تزداد الوضع تفاقماً، لأن الإتفاقات الغير شفافة مع دول الجوار للهيمنة علی الاقليم و الاستخفاف بالاتفاقات السياسية لفرض صيغة مركزية وتكريس الدكتاتورية و عدم الالتزام بالدستور يؤدي في القريب العاجل الی إتخاذ موقف صريح و حازم من قبل "الكتلة التاريخية" لمصلحة شعب كوردستان.
وختاماً لكم القول المأثور: "لكي يكون الجميع للوطن يجب أن يكون الوطن للجميع."
د. سامان سوراني
- زهير توما البجوايامشرف القسم الرياضي
رد: دولة مستقلة
السبت سبتمبر 17, 2011 7:16 pm
يعني شنو يرديون ان تكون دوله في داخل دوله
يصير اي واحد من البشر ان يقطع مكان من جسمه ويرمي طبعا لا؟
هذا هو العراق كيف يستطيعون اخذ او بتر قطعه من ارض العراق
العراق واحد من الجنوب البصرى الى الشمال زاخو كلها قطعه واحدة لاتتجزاء
شكرا على الموضوع خال ابو قابيل
يصير اي واحد من البشر ان يقطع مكان من جسمه ويرمي طبعا لا؟
هذا هو العراق كيف يستطيعون اخذ او بتر قطعه من ارض العراق
العراق واحد من الجنوب البصرى الى الشمال زاخو كلها قطعه واحدة لاتتجزاء
شكرا على الموضوع خال ابو قابيل
- سامي ادم البجواياالمؤسس والمدير العام لموقع بجوايي كوم
رد: دولة مستقلة
السبت سبتمبر 17, 2011 10:21 pm
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
- ادم ريحان كوركيسعضو شرف دائم
رد: دولة مستقلة
السبت سبتمبر 17, 2011 10:52 pm
شكرا زهير لرايك في الموضوع
- ادم ريحان كوركيسعضو شرف دائم
رد: دولة مستقلة
السبت سبتمبر 17, 2011 10:53 pm
شكرا سامي لقرائتك الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى