هيفاء وهبي .. وحيدر الملا..!!

الخميس مايو 24, 2012 11:28 am

أعزائي قرأت هذا المقال فأعتقد انه سيروق لكم وأملي في ذلك كبير .مع الود

بقلم: فالح حسون الدراجي - 20-05-2012 | (صوت العراق) | نسخة سهلة الطبع
هيفاء وهبي .. وحيدر الملا ..!!
------------------------------

لن تستطيع السياسة أن تتقدم لوحدها في الحياة سنتمتراً واحداً دون أن تتقدم معها كل مفاصل المنظومة الديناميكية الأخرى، كالثقافة والفنون، والرياضة، والإعلام. وأمامنا عشرات الأمثلة للدول والمجتمعات التي نجحت بفضل التنناسق والتماثل بين مؤسسات الحكومة والسياسة والإقتصاد والثقافة والفنون والرياضة، فحققت هذه الدول مالم تحققه الدول الأخرى من رقي وتقدم.. فالولايات المتحدة مثلاً لم تتقدم لأنها تملك أسلحة فتاكة، أو جيشاً كبيراً.. أو مالاً عظيماً فحسب.. كما لم تتقدم بسبب صواب سياسة الحزب الجمهوري، او سياسة الحزب الديمقراطي، ولابقدرة جورج بوش، أو بفلسفة أوباما، ولا بإمكانيات ريغان، أو جماهيرية بل كلينتون، او حتى بما أسسه جورج واشنطن من أساسات قوية فقط.. إنما تقدمت أيضاً بفعل الإنجازات الثقافية والفنية والرياضية العظيمة التي حققها مثقفوها وفنانونها ومفكروها ورياضيوها على مر السنين.. فمن تكون أمريكا لو لم يكن فيها والت وايتمان، وهمنغواي، ووليم فوكنر، وإزرا باوند، وهنري جيمس، واليوت، وجاك هيرشمان، ودونالد هول، ولانكستر هيوز، وغيرهم من عمالقة الأدب الإنساني. ومن هي أمريكا لو لم يكن فيها عباقرة الفن أمثال مارلون براندو وهيتشكوك ومارلين مونرو، وتوم هينكس، وأنجلينا جولي، وليناردو ديكابريو، والفيس بريسلي ومايكل جاكسون وفرانك سيناترا وترافولتا، ومادونا، وغيرهم .. ومن هي أمريكا لولا محمد علي كلاي، وتايسون، وفريزر، وبوب هاينز، ومايكل جوردن، وكوبي براين، ومايكل فلبس، وليبرون جيمس، وتايگر ويدز، وسرينا وليمز، وغيرهم من أساطير ونجوم الرياضة في العالم ..؟ّ
ولو مضينا الى كل بلدان العالم المتقدمة وليس أمريكا وحدها، لرأينا ان للفن والثقافة والرياضة مساحة واسعة من الرعاية والإهتمام والتقدير ليس من قبل الدولة فحسب، بل ومن قبل مؤسسات المجتمع أيضاً. وهنا أتذكر الشاعر نزار قباني الذي تحدث يوماً عن الفرق بين قيمة الشاعر في فرنسا وأوربا وبين قيمته في البلدان العربية، فيقول نصاً : حين وصلت الى مطار شارل ديغول الفرنسي، ووضعت جواز سفري أمام ضابط الجوازات، وعرف بأني شاعر، نهض واقفاً ليؤدي لي التحية، ويبدي لي الإحترام، وهو يقول لي بود كبير: تفضل أيها الشاعر!! إن كل العالم المتمدن يحترم المبدعين، ويقدرهم جلَّ تقدير.. فها هو لبنان بإعتباره واحداً من هذه البلدان المتمدنة، يقترب كثيراً من النموذج الفرنسي، والأمريكي في تعامله مع الفنانين .. فأذكر لكم ما شاهدت بأم عيني قبل شهور من حدث أذهلني كثيراً، تمثل بتلك الضجة الكبيرة التي عمَّت أسرة مطار بيروت ذلك اليوم، حيث رأيت الكل يركض صوب مكان ما في المطار. فالموظفون، والمسافرون، وضباط الجوازت يتدافعون بقوة، وكأن أمراً جللاً قد حدث.. وحين ألتحقتُ بهم لأعرف السبب، وجدت الفنانة هيفاء وهبي بين عشرات الناس وهي تتبضع في سوق المطار الحرة.. فضحكت وقلت لأحدهم :- إذا كنتم قد قلبتم الدنيا من أجل هيفاء وهبي - وهي فنانة نص ردن - فماذا ستفعلون لو جاءت فيروز بشحمها ولحمها الى المطار؟
ضحك الرجل وقال :- ربما ستتوقف حركة الطيران تماماً ..!!
لذا فإني أقول : إذا كانت حكومات، ومجتمعات العالم المتمدن - ومنها لبنان - تنظر هكذا للفنانين والشعراء، فلماذ لاتنظر الحكومة العراقية مثلهم لمبدعي العراق .. ولماذا تعتقد حكومتنا، ومجتمعاتنا أيضا بأن الشاعرالعراقي شحاذ، والفنان العراقي ( كاولي )، والتشكيلي العراقي مجرد مجنون.. والغناء حرام، والموسيقى كفر.. والشعر كلاوات بكلاوات.. ولا مكان لهم قط في هذه الخارطة المجنونة، ولماذا ينال السياسي وحده وسام الهيبة، والتقدير، ويحصل على المال، والتمييز في العلاقة، بينما تحرم على غيره. فهو ( المحترم )، والمهاب، والمبجل، وليذهب الآخرون الى الجحيم.. والمصيبة أن بعض سياسيينا ( مايسوون والله ست فلوس )..!!.. فقبل أيام مثلاً رأيت موكباً فخماً يضم أربع سيارات سوداء تدخل مطار بغداد بسرعة خرافية .. وقبل أن تتوقف السيارات قفز منها عدد من الرجال المدنيين وهم يحملون الأسلحة، وأجهزة الإتصال، وهم يطلقون النداءات على بعضهم ، ولم نفهم منها غير كلمة الأستاذ قادم .. والأستاذ وصل، فظننت بأن المقبور عدي قد عاد للحياة ثانية.. وحين هبط (الأستاذ ) من السيارة، لمحه أحد المسافرين فقال لصاحبه : أتعرف من هذا ( الأستاذ ) ؟ فقال له :- لا والله منو؟ فقال له صاحبه : إنه حيدر الملا .. فما كان من ذلك المسافر إلاّ أن وضع فمه فوق ذراعه، وأطلق ( زيج ) بغدادي طويل، أطول من حيدر الملا .. !!

نشرت في جريدة النهار

Read more: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الخميس مايو 24, 2012 6:16 pm

حقاً انها مقالة قيمة ورائعة
وعلى رأي القباني في اليوميات
بلادي ترفض الحُبَّا
تصادره كأي مخدِّرٍ خطرٍ
تطارده .. تطارد ذلك الطفل الرقيق الحالم العذْبَا
تقصُّ له جناحيهِ ..
وتملأ قلبه رُعبا ...
بلادي تقتل الربَّ الذي أهدى لها الخصبا
وحوَّل صخرها ذهباً
وغطى أرضها عشبا ..
وأعطاها كواكبَها
وأجرى ماءها العذْبا
بلادي . لم يزُرْها الربُّ
منذُ اغتالتِ الربا ..
وأجرى ماءها العْبا
بلادي . لم يزُرْها الربُّ
منذُ اغتالتِ الربا ..
****
الم يكن هذا الشعر هو نبؤة القباني للحكومة العراقية الحالية .
ان كانوا يرفضون الحب فكيف يحترمون الشعراء والفنانين.
واحلى مافي المقالة هو ( الزيج البغدادي الطويل والمعروف عند العراقين الذي اطلقه المسافر)
تسلم ياخال على الأختيار الجميل.
تحياتي.

الخميس مايو 24, 2012 6:37 pm

روعة لهذا الموضوع والمقالة يا اخ ابو هابيل فهم لم يحترموا اي شريحة من الشعب

الجمعة مايو 25, 2012 12:00 pm

شكرا عزيزي سامي نورت المساهمة بهذا المرور الاكثر من رائع

الجمعة مايو 25, 2012 7:05 pm

[size=24]الف عافية على الزيــــــــــــــــــــــــــــــــــج العراقي الاصيل.
شكراً على الخبر عمو ادم[/size]

السبت مايو 26, 2012 9:08 am

شكرا ابو رافد على مرورك الجميل

السبت مايو 26, 2012 9:09 am

شكرا عزيزي ايدير مرورك اسعدني

هيفاء وهبي .. وحيدر الملا..!!

هيفاء وهبي .. وحيدر الملا..!!

رد: هيفاء وهبي .. وحيدر الملا..!!

رد: هيفاء وهبي .. وحيدر الملا..!!

رد: هيفاء وهبي .. وحيدر الملا..!!

رد: هيفاء وهبي .. وحيدر الملا..!!

رد: هيفاء وهبي .. وحيدر الملا..!!

رد: هيفاء وهبي .. وحيدر الملا..!!