- بولص شمعون الشماسمشرفة منتدى العائلة
[color=red] الهوية الكلدانية في الوثائق التاريخية - القسم الاول - [/color]
الأحد فبراير 19, 2012 7:57 am
[
عند قدوم رسل المسيح الى بلاد الرافدين وفارس - كانت هذه البقاع تحت سيطرة الدولة الفريثية - التي عقبتها في الحكم
السلالة الساسانية - وذلك من القرن الثالث الميلادي حتى عهدالفتوحات العربية -وكانت الدولة الفرثية ثم الساسانية تقسم
المناطق التي تحكمها الى ممالك صغيرة - او الى اقاليم ادارية تسميها - مرزيبانات - عهد ذاك كانت الزرادشتية هي الديانة
الرسمية في تخوم الامبراطورية الفارسية - وكانت الارامية - بلهجتها المحلية - هي اللغة السائدة بين سكان بلاد النهرين
وحواليها - ولان هذه العناصر الهوية - ونها اللغة والدين والانتماء الى دولة - كانت مشتركة بين اهل البلاد الرافدينية عموما
اتخذ الانتساب الى اقليم او مدينة معينة معنى التميز الشخصي ولانتماء الخاص - فكان المرء فلانا من حدياب - او من ميشان -
او من قطر او من نينوى - وعلى هاذا المنوال يرد ذكر الاقوام في كتاب اعمال الرسل - من فريثين - وميديين - معيلاميين
وسكان ما بين النهرين --- ورومانين --- وكريتيين وعرب - اعمال 2 - 9 - 11 - فعلى الرغم من ان الجماعة الحاضرة في
علية اورشليم يوم العنصرة كانت جميعها من الحجاج اليهود - الا ان هويتهم المدنية حددها الكتاب بالنسبة الى الاقاليم التي يسكنونها
من الثابت في الوثائق التاريخية ان النواة الاولى للمهتدين الى المسيحية في بلاد النهرين وفارس تشكلت من الجماعة اليهودية
العريقة في هذه البقاع - ثم تبع هؤلاء المؤمنين الاواءل جموع من مختلف المناطق والخلفيات - وفي كل الاحوال لم يضف الاهتداء
الى المسيحية عنصرا مدنيا جديدا على عناصر الهوية المشتركة مع بقية سكان البلاد - انما تميزت جماعة المؤمنين عن بقية
اهل البلاد بالانتماء الى البنية الكنسية التي شكلها الدين اجديد الارتباطات الاجتماعية والثقافية التي تبعتها - اي ان معتنقي المسيحية
من اهل البلاد مكثوا على هويتهم المدنية التي تسلسلت اليهم من ابائهم سكان بلاد النهرين القدامى - وهو ذا وصف لمشهد المؤمنين
يحصدهم سيف الاضطهاد الشابوري - 340 - 379 - عل مسمع ومراى من جمهور الشعب القائم حولهم - كما جاء في ترنيمة
طقسية معاصرة للاحداث -
ان ملك العلي مع جنده - كان في عون جميع المؤمنين - فقد صدر الامر - ان يقتل الشهداء الابرار بحد السيف - بهت الكلدان
وهم وقوف - ورفعوا الاصابع - قائلين - عظيم الله المؤمنين - فهو يخلصهم وان هو لايرى - من ترانيم الشهداء المخصصة
لرمش الجمعة - فانظر كيف الؤلف يسمي الشعب القاءم يومذاك كلدانا يرفعون اصبعهم علامة التشهد ببطولة الشهداء -
وعندما توجه الاسلام نحو بلاد النهرين وفارس - اكتسح معاقل الدولة الساسانية وتغلغل تدريجيا في ربوع البلاد شمالا وجنوبا
حتى تاسست الدولة العباسية وتمركزت في بغداد - العاصمة الجديدة - واصبحت الثقافة العربية الاسلامية وهي الثقافة الرسمية
للبلاد - واضحى ما سواها ثقافات هاشمية محصورة في محيطها - ومنها الثقافة الارامية - فرضت على الاحوال الجديدة ان
تنحسر تدريجيا الى الديورة والكناءس والربوع الخالية - اما المسيحيون - فقد جعلهم الاسلام - اهل الذمة - يدفعون الجزية
وهم صاغرون - وكان تنظيمهم بحسب تقسيماتهم الدينية ومايتبعها من تفرغات طائفية - وهكذا اضحت تسمية النصاطرة
واليعاقبة هي التسمية الشلئعة والمعبرة عن هوية المسيحين في دوائر الدولة العباسية - وفي ادبيات ذالك العصر يخضعون
في امور دينهم لرؤساء كنائسهم وقوانينها - وفي امور دنياهم لنظام احوال مدنية - املته الدولة عليهم في اطار ممارسات
تتراوح بين المضايقة والتسامح - ان المفهوم القومي بالمعني المعاصر - اي الشعور بالانتماء الى مجموعة معينة يشدها
الترابط الثقافي والوجداني والجغرافي والتتابع التاريخي - قضية توضحت تدريجيا ابتداء من العصور الوسطى - متزامنة
مع التغلغل المغولي الذي اقتحم حواجز الدولة العباسية والتنظيمات الادارية التي انبثقت منها - حتى تبلورت الهوية القومية
بمعالم واضحة في العصور الاخيرة - وسنرى كيف ان الاسم الكلداني كان المحور والمرجع الاثبت والارجح الذي تبلور
حوله الوعي القومي عند مسيحي بلاد الرافدين في مختلف اطوارهم - فالى الوثائق ادناه ----
1- شهادات السواح الغربين -- ان شهادة السواح مهمة جدا - وهي اهم من طروحات بعض المستشرقين الذين يقتنون معلوماتهم
--------------------------- من كتب ومصادر في مقرات عملهم بدون الاحتكاك الشخصي باهل الشرق وواقعهم واحوالهم
اما السواح - فلانهم يكتبون ما يرون ويسمعون - فهم لذلك مصدر اكثر امانة ومطابقة للواقع
الشرقي في حقيقته - فهوذا بعضا من شهاداتهم -
ماركو بولو - الذي قام برحلة مع والده وعمه من 1271 - 1291 - سجل لاحقا مذكراته في كتابه
- ´millione = طبع برعاية روجيرو روجيري في فلورنس - 1986 - ونحن نورد المقطع التالي ´
في ترجمة مباشرة عن الايطالية - الموصل موقع كبير - فيها من القوم من يدعون عربا --- وفيها قوم
اخرون يتخذون الشريعة المسيحية ولكن ليس بحسب ما تامره الكنيسة الرومانية --- انهم يدعون نساطرة
ويعاقبة - وان لهم بطريكا يدعى جاثاليقا - وهذا البطريك يصنع اساقفة ورؤساء اساقفة ورؤساء ديورة -
حتى في بلاد الهند - وفي بغداد وفي بلاد الصين --- وفي جبال هذه المملكة هناك ايضا قوم من المسيحين
يدعون نساطرة ويعاقبة - 122- - ريكولدودي مونتي كروجيي - في مذكراته liber peregrinationis+
نترجم مقطعا منها مباشرة عن الاصل الاتيني الذي كتبه المؤلف سنة 1292 وقد طبع مؤخرا مع ترجمة فرنسية
عن النساطرة --- ان النساطرة هم الهراتقة الذين يتبعون نسطوريوس وتيودوروس --- مع ذلك فان هؤلاء النساطرة ا الشرقيين هم جميعا كلدان وبالكلدانية يقراون ويصلون - ص 136 - 138 -
عن قوم الاكراد -- انهم مسلمون يتبعون القران -- - اظهروا انفسهم انسانين كثيرا معنا --- لقد كانوا من قبل
كلدانا ثم اصبحوا مسيحين وفي مرحلة ثالثة مسلمين - لان الشريعة الاسلامية هي اكثر تسلهلا -ص 118 - 120 -
جوفاني الراهب الدومنيكي الايطالي - رئيس اساقفة السلطانية - في مذراته libellus de notizia orbis
المسجلة بالاتيني في سنة 1404 طبعةانطوان كيرن الالمانية 1938 الى الجنوب الشرقي من فارس - هناك بلاد كلدو
وهي نقطة في اقصى الشمال من مملكة الكلدان - التي تبداء من مدينة تسمى مارغا - وهي تمتد جنوبا حتى بحر المحيط -
ومدنتهم الرئيسية بغداد - التي هي في الكتاب المقدس - بابلونيا - وان ليست في نفس الموقع اذ ان هذه على الفرات - في
هذه المملكة سهول كثيرة وجبال قليلة ومياه شحيحة تجري في المنطقة - هناك شعب كثير من العرب والكلدان والسريان
والارمن - والكاثولك - وقد بعثت انا الى هؤلاء الكاثوليك راهبا واحدا مما زاد عدد هؤلاء الكاثوليك - ص - 117 - 119 -
فانظر كيف ان هؤلاء السواح - الذين يسبقون البابا اوجين الرابع باجيال - ويسبقون بمثلها اتحاد المشارقة بروما -
يتحدثون باطلاع ووضوح عن الكلدان وعن بلاد كلدو وعن اللغة الكلدانية - ويميزون تماما بين القومية والدين - وبين
المذهب النسطوري واليعقوبي والكاثوليكي - وانظر كيف ان التسمية الاثورية او الاشورية غائبة تماما عن ساحة الواقع
التاريخي الذي يشهدون عليه - ---
بين المطران طيمثاوس الكلداني والبابا اوجين الرابع --- انه ليعتريني العجب والاسف ان الاحظ مجموعة من اخوتنا
الكتاب امثقفين يرددون معزوفة مفادها ان البابا اوجين الرابع - 1441 - 1447 - هو الذي - انعم - على النساطرة
الذين اتحدوا بروما بلقب الكلدان - الامر الذي تبعه لاحقا لقب بطريك الكلدان - بدون ان يكلف احد من هؤلاء الكتاب
نفسه بالاستفسار عن النص الاصلي ومعناه وفحواه - ومع ان النص المقصود يرتقي الى سنة 1445 - وهو متوفر في
المصادر المعروفة لدى الباحثين - الا انني اقر بعجزي عن ايراد او استعراض اي ذكر لهذا النص اللاتيني او اي ترجمة له
في اي من الكتب وامقالات التي تردد كالببغاء مقولة تقلبه راسا على عقب - وقد يؤول ذلك الى كونه بلغة لاتينية متينة ليس من من السهل ترجمتها - ولذا فقد التزمت بترجمته ضمن مقالة كنت قد نشرتها في مجلة بين النهرين - سنة 1966 العدد 95 - 96 من ص 181 - 203 - بعنوان كنيسة مشرق بين شطريها - -
فالى الوثيقة الفاتيكانية --- عندما ابرم المطران طيمثاوس - اسقف نساطرة قبرص - وثيقة الاتحاد مع روما سنة 1445 م ومعه
مطران الموارنة فيها - كان عليه ان يستبدل لقبه النسطوري المرتبط بالمذهب الذي هجره - بلقب اخر تتبين منه هويته - فوقع
وثيقة الاتحاد هاكذا - انا طيمثاوس رئيس اساقفة ترشيش على الكلدان ومطران الذين هم في قبرص منهم اصالة عن ذاتي وباسم- اص كافة الجموع الموجودة في قبرص - اعلن واقر واعد امام الله الخالد الاب والابن والروح القدس وامامك ايها الاب الاقد س
والطوباوي البابا اوجين الرابع وامام هاذا الجمع - اللاتراني - المقدس بانني سابقى دوما تحت طاعتك وطعة خلفائك وطاعة
الكنيسة الرومانية المقدسة على انها الام والراس لكافة الكنائس - عند شموئيل جميل - كتاب العلاقات روما 1902 ص 10
ويعلق المرسوم البابوي الذي اصدره اوجين الرابع في 7 اب 1445م على ذلك بقوله - وطيمثاوس ذاته امامنا في المجمع
اللاتراني المسكوني وفي جلسته العامة - اعلن باحترام وتقوى صيغة ايمانه وتعليمه اولا بلغته الكلدانية - ثم ترجمت الى
اليونانية ومنها الى اللاتينية - وبناء على هاذا الاعلان الوحدوي - فان اوجين الرابع يمنح في مرسومه الانف ذكره ان يسمى
احد الكلدان في ما بعد نساطرة كما يمنع في الموضوع عينه ان يسمى الموارنة هراطقة - ومن ثم يساوي الكلدان والموارنة
بالحقوق والامتيازات الدينية مع كافة الكاثوليك - عند شموئيل جميل ص 11 -
واضح من النص وضوح الشمس ان البابا اوجين الرابع انما يستشهد بما عرضه المطران طيمثاوس ذاته بقلمه ولغته - ويردد
نصا من تاليف هاذا المطران كتبه وقراءه بلغته الكلدانية ومنها ترجم الى اليونانية ثم الى الاتينية وعسى اصحاب المعزوفة
يدعون استطرادا ان اوجين الرابع انعم كذلك بالغة الكلدانية على المطران طيمثاوس وشعبه ما دام الحديث عنها قد ورد في
وثيقة - فتكتمل بهاذا الانعام الاضافي صورة الدقة العلمية التي يتمتع بها هؤلاء الكتاب - واذا شئنا ان نفهم معنى الانعام الوارد
ذكره في النصوص المتعلقة بهذا الموضوع - فانما المقصود به الاعفاء من ضرائب الاقامة التي كانت مفروضة على الاجانب
والهراطقة الوافدين من قبرص ولا دخل له اطلاقا باسباغ هوية قومية جديدة لشعب اما وقد شمل هاذا الاعفاء من الضرائب الكلدان وا والموارنة لانهم تساووا مع بقية السكان - اذا اتحدوا مع الكنيسة الكاثوليكيةفي الحقوق والواجبات
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من مجلة نجم المشرق المطران سرهد يوسب جمو العدد 46
عند قدوم رسل المسيح الى بلاد الرافدين وفارس - كانت هذه البقاع تحت سيطرة الدولة الفريثية - التي عقبتها في الحكم
السلالة الساسانية - وذلك من القرن الثالث الميلادي حتى عهدالفتوحات العربية -وكانت الدولة الفرثية ثم الساسانية تقسم
المناطق التي تحكمها الى ممالك صغيرة - او الى اقاليم ادارية تسميها - مرزيبانات - عهد ذاك كانت الزرادشتية هي الديانة
الرسمية في تخوم الامبراطورية الفارسية - وكانت الارامية - بلهجتها المحلية - هي اللغة السائدة بين سكان بلاد النهرين
وحواليها - ولان هذه العناصر الهوية - ونها اللغة والدين والانتماء الى دولة - كانت مشتركة بين اهل البلاد الرافدينية عموما
اتخذ الانتساب الى اقليم او مدينة معينة معنى التميز الشخصي ولانتماء الخاص - فكان المرء فلانا من حدياب - او من ميشان -
او من قطر او من نينوى - وعلى هاذا المنوال يرد ذكر الاقوام في كتاب اعمال الرسل - من فريثين - وميديين - معيلاميين
وسكان ما بين النهرين --- ورومانين --- وكريتيين وعرب - اعمال 2 - 9 - 11 - فعلى الرغم من ان الجماعة الحاضرة في
علية اورشليم يوم العنصرة كانت جميعها من الحجاج اليهود - الا ان هويتهم المدنية حددها الكتاب بالنسبة الى الاقاليم التي يسكنونها
من الثابت في الوثائق التاريخية ان النواة الاولى للمهتدين الى المسيحية في بلاد النهرين وفارس تشكلت من الجماعة اليهودية
العريقة في هذه البقاع - ثم تبع هؤلاء المؤمنين الاواءل جموع من مختلف المناطق والخلفيات - وفي كل الاحوال لم يضف الاهتداء
الى المسيحية عنصرا مدنيا جديدا على عناصر الهوية المشتركة مع بقية سكان البلاد - انما تميزت جماعة المؤمنين عن بقية
اهل البلاد بالانتماء الى البنية الكنسية التي شكلها الدين اجديد الارتباطات الاجتماعية والثقافية التي تبعتها - اي ان معتنقي المسيحية
من اهل البلاد مكثوا على هويتهم المدنية التي تسلسلت اليهم من ابائهم سكان بلاد النهرين القدامى - وهو ذا وصف لمشهد المؤمنين
يحصدهم سيف الاضطهاد الشابوري - 340 - 379 - عل مسمع ومراى من جمهور الشعب القائم حولهم - كما جاء في ترنيمة
طقسية معاصرة للاحداث -
ان ملك العلي مع جنده - كان في عون جميع المؤمنين - فقد صدر الامر - ان يقتل الشهداء الابرار بحد السيف - بهت الكلدان
وهم وقوف - ورفعوا الاصابع - قائلين - عظيم الله المؤمنين - فهو يخلصهم وان هو لايرى - من ترانيم الشهداء المخصصة
لرمش الجمعة - فانظر كيف الؤلف يسمي الشعب القاءم يومذاك كلدانا يرفعون اصبعهم علامة التشهد ببطولة الشهداء -
وعندما توجه الاسلام نحو بلاد النهرين وفارس - اكتسح معاقل الدولة الساسانية وتغلغل تدريجيا في ربوع البلاد شمالا وجنوبا
حتى تاسست الدولة العباسية وتمركزت في بغداد - العاصمة الجديدة - واصبحت الثقافة العربية الاسلامية وهي الثقافة الرسمية
للبلاد - واضحى ما سواها ثقافات هاشمية محصورة في محيطها - ومنها الثقافة الارامية - فرضت على الاحوال الجديدة ان
تنحسر تدريجيا الى الديورة والكناءس والربوع الخالية - اما المسيحيون - فقد جعلهم الاسلام - اهل الذمة - يدفعون الجزية
وهم صاغرون - وكان تنظيمهم بحسب تقسيماتهم الدينية ومايتبعها من تفرغات طائفية - وهكذا اضحت تسمية النصاطرة
واليعاقبة هي التسمية الشلئعة والمعبرة عن هوية المسيحين في دوائر الدولة العباسية - وفي ادبيات ذالك العصر يخضعون
في امور دينهم لرؤساء كنائسهم وقوانينها - وفي امور دنياهم لنظام احوال مدنية - املته الدولة عليهم في اطار ممارسات
تتراوح بين المضايقة والتسامح - ان المفهوم القومي بالمعني المعاصر - اي الشعور بالانتماء الى مجموعة معينة يشدها
الترابط الثقافي والوجداني والجغرافي والتتابع التاريخي - قضية توضحت تدريجيا ابتداء من العصور الوسطى - متزامنة
مع التغلغل المغولي الذي اقتحم حواجز الدولة العباسية والتنظيمات الادارية التي انبثقت منها - حتى تبلورت الهوية القومية
بمعالم واضحة في العصور الاخيرة - وسنرى كيف ان الاسم الكلداني كان المحور والمرجع الاثبت والارجح الذي تبلور
حوله الوعي القومي عند مسيحي بلاد الرافدين في مختلف اطوارهم - فالى الوثائق ادناه ----
1- شهادات السواح الغربين -- ان شهادة السواح مهمة جدا - وهي اهم من طروحات بعض المستشرقين الذين يقتنون معلوماتهم
--------------------------- من كتب ومصادر في مقرات عملهم بدون الاحتكاك الشخصي باهل الشرق وواقعهم واحوالهم
اما السواح - فلانهم يكتبون ما يرون ويسمعون - فهم لذلك مصدر اكثر امانة ومطابقة للواقع
الشرقي في حقيقته - فهوذا بعضا من شهاداتهم -
ماركو بولو - الذي قام برحلة مع والده وعمه من 1271 - 1291 - سجل لاحقا مذكراته في كتابه
- ´millione = طبع برعاية روجيرو روجيري في فلورنس - 1986 - ونحن نورد المقطع التالي ´
في ترجمة مباشرة عن الايطالية - الموصل موقع كبير - فيها من القوم من يدعون عربا --- وفيها قوم
اخرون يتخذون الشريعة المسيحية ولكن ليس بحسب ما تامره الكنيسة الرومانية --- انهم يدعون نساطرة
ويعاقبة - وان لهم بطريكا يدعى جاثاليقا - وهذا البطريك يصنع اساقفة ورؤساء اساقفة ورؤساء ديورة -
حتى في بلاد الهند - وفي بغداد وفي بلاد الصين --- وفي جبال هذه المملكة هناك ايضا قوم من المسيحين
يدعون نساطرة ويعاقبة - 122- - ريكولدودي مونتي كروجيي - في مذكراته liber peregrinationis+
نترجم مقطعا منها مباشرة عن الاصل الاتيني الذي كتبه المؤلف سنة 1292 وقد طبع مؤخرا مع ترجمة فرنسية
عن النساطرة --- ان النساطرة هم الهراتقة الذين يتبعون نسطوريوس وتيودوروس --- مع ذلك فان هؤلاء النساطرة ا الشرقيين هم جميعا كلدان وبالكلدانية يقراون ويصلون - ص 136 - 138 -
عن قوم الاكراد -- انهم مسلمون يتبعون القران -- - اظهروا انفسهم انسانين كثيرا معنا --- لقد كانوا من قبل
كلدانا ثم اصبحوا مسيحين وفي مرحلة ثالثة مسلمين - لان الشريعة الاسلامية هي اكثر تسلهلا -ص 118 - 120 -
جوفاني الراهب الدومنيكي الايطالي - رئيس اساقفة السلطانية - في مذراته libellus de notizia orbis
المسجلة بالاتيني في سنة 1404 طبعةانطوان كيرن الالمانية 1938 الى الجنوب الشرقي من فارس - هناك بلاد كلدو
وهي نقطة في اقصى الشمال من مملكة الكلدان - التي تبداء من مدينة تسمى مارغا - وهي تمتد جنوبا حتى بحر المحيط -
ومدنتهم الرئيسية بغداد - التي هي في الكتاب المقدس - بابلونيا - وان ليست في نفس الموقع اذ ان هذه على الفرات - في
هذه المملكة سهول كثيرة وجبال قليلة ومياه شحيحة تجري في المنطقة - هناك شعب كثير من العرب والكلدان والسريان
والارمن - والكاثولك - وقد بعثت انا الى هؤلاء الكاثوليك راهبا واحدا مما زاد عدد هؤلاء الكاثوليك - ص - 117 - 119 -
فانظر كيف ان هؤلاء السواح - الذين يسبقون البابا اوجين الرابع باجيال - ويسبقون بمثلها اتحاد المشارقة بروما -
يتحدثون باطلاع ووضوح عن الكلدان وعن بلاد كلدو وعن اللغة الكلدانية - ويميزون تماما بين القومية والدين - وبين
المذهب النسطوري واليعقوبي والكاثوليكي - وانظر كيف ان التسمية الاثورية او الاشورية غائبة تماما عن ساحة الواقع
التاريخي الذي يشهدون عليه - ---
بين المطران طيمثاوس الكلداني والبابا اوجين الرابع --- انه ليعتريني العجب والاسف ان الاحظ مجموعة من اخوتنا
الكتاب امثقفين يرددون معزوفة مفادها ان البابا اوجين الرابع - 1441 - 1447 - هو الذي - انعم - على النساطرة
الذين اتحدوا بروما بلقب الكلدان - الامر الذي تبعه لاحقا لقب بطريك الكلدان - بدون ان يكلف احد من هؤلاء الكتاب
نفسه بالاستفسار عن النص الاصلي ومعناه وفحواه - ومع ان النص المقصود يرتقي الى سنة 1445 - وهو متوفر في
المصادر المعروفة لدى الباحثين - الا انني اقر بعجزي عن ايراد او استعراض اي ذكر لهذا النص اللاتيني او اي ترجمة له
في اي من الكتب وامقالات التي تردد كالببغاء مقولة تقلبه راسا على عقب - وقد يؤول ذلك الى كونه بلغة لاتينية متينة ليس من من السهل ترجمتها - ولذا فقد التزمت بترجمته ضمن مقالة كنت قد نشرتها في مجلة بين النهرين - سنة 1966 العدد 95 - 96 من ص 181 - 203 - بعنوان كنيسة مشرق بين شطريها - -
فالى الوثيقة الفاتيكانية --- عندما ابرم المطران طيمثاوس - اسقف نساطرة قبرص - وثيقة الاتحاد مع روما سنة 1445 م ومعه
مطران الموارنة فيها - كان عليه ان يستبدل لقبه النسطوري المرتبط بالمذهب الذي هجره - بلقب اخر تتبين منه هويته - فوقع
وثيقة الاتحاد هاكذا - انا طيمثاوس رئيس اساقفة ترشيش على الكلدان ومطران الذين هم في قبرص منهم اصالة عن ذاتي وباسم- اص كافة الجموع الموجودة في قبرص - اعلن واقر واعد امام الله الخالد الاب والابن والروح القدس وامامك ايها الاب الاقد س
والطوباوي البابا اوجين الرابع وامام هاذا الجمع - اللاتراني - المقدس بانني سابقى دوما تحت طاعتك وطعة خلفائك وطاعة
الكنيسة الرومانية المقدسة على انها الام والراس لكافة الكنائس - عند شموئيل جميل - كتاب العلاقات روما 1902 ص 10
ويعلق المرسوم البابوي الذي اصدره اوجين الرابع في 7 اب 1445م على ذلك بقوله - وطيمثاوس ذاته امامنا في المجمع
اللاتراني المسكوني وفي جلسته العامة - اعلن باحترام وتقوى صيغة ايمانه وتعليمه اولا بلغته الكلدانية - ثم ترجمت الى
اليونانية ومنها الى اللاتينية - وبناء على هاذا الاعلان الوحدوي - فان اوجين الرابع يمنح في مرسومه الانف ذكره ان يسمى
احد الكلدان في ما بعد نساطرة كما يمنع في الموضوع عينه ان يسمى الموارنة هراطقة - ومن ثم يساوي الكلدان والموارنة
بالحقوق والامتيازات الدينية مع كافة الكاثوليك - عند شموئيل جميل ص 11 -
واضح من النص وضوح الشمس ان البابا اوجين الرابع انما يستشهد بما عرضه المطران طيمثاوس ذاته بقلمه ولغته - ويردد
نصا من تاليف هاذا المطران كتبه وقراءه بلغته الكلدانية ومنها ترجم الى اليونانية ثم الى الاتينية وعسى اصحاب المعزوفة
يدعون استطرادا ان اوجين الرابع انعم كذلك بالغة الكلدانية على المطران طيمثاوس وشعبه ما دام الحديث عنها قد ورد في
وثيقة - فتكتمل بهاذا الانعام الاضافي صورة الدقة العلمية التي يتمتع بها هؤلاء الكتاب - واذا شئنا ان نفهم معنى الانعام الوارد
ذكره في النصوص المتعلقة بهذا الموضوع - فانما المقصود به الاعفاء من ضرائب الاقامة التي كانت مفروضة على الاجانب
والهراطقة الوافدين من قبرص ولا دخل له اطلاقا باسباغ هوية قومية جديدة لشعب اما وقد شمل هاذا الاعفاء من الضرائب الكلدان وا والموارنة لانهم تساووا مع بقية السكان - اذا اتحدوا مع الكنيسة الكاثوليكيةفي الحقوق والواجبات
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من مجلة نجم المشرق المطران سرهد يوسب جمو العدد 46
- ادم ريحان كوركيسعضو شرف دائم
رد: [color=red] الهوية الكلدانية في الوثائق التاريخية - القسم الاول - [/color]
الأحد فبراير 19, 2012 2:07 pm
معلومات رائعة زجهود متميزة
عاشت ايدك اخي العزيز ابو رافد الورد
- بولص شمعون الشماسمشرفة منتدى العائلة
رد: [color=red] الهوية الكلدانية في الوثائق التاريخية - القسم الاول - [/color]
الإثنين فبراير 20, 2012 1:37 am
شكرا جزيلا يا اخ ابو هابيل على هذه الجهود ومرورك الرائع وتثمينك للموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى