الاءيمان العضيم ومجيء الملكوت

الاثنين نوفمبر 28, 2011 11:49 am بقلم الاءخ حسام الدين حازم بزوعي


اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2011 9:24 pm
مشاركات: 4 " الباب السادس "
" الإيمان العظيم _ ومجيء الملكوت "
ننتقل أخيراً في سَفَرِنا الجميل في الكتاب المقدس إلى أروع وأجمل وأعمق وأقصر اختبار في تاريخية الخلاص , إنه اختبار العذراء المقدسة مريم , فقد كانت أعظم من أُختبر وأروع من تَقَبّل الاختبار بروح الأيمان العميق النقي وأسرع من نجح على الرغم من إن اختبارها كان من أصعب وأخطر الاختبارات في َوقعِه الاجتماعي المؤلم.

لو(38-28:1) : فدخل إليها الملاك وقال لها :"السلام عليك يا من أنعم الله عليها . الرب معك" فاضطربت مريم لكلام الملاك وقالت في نفسها :"ما معنى هذه التحية ؟" فقال لها الملاك:"لا تخافي يا مريم نلت حُظوة عند الله : فستحبلين وتلدين أبناً تسمينه يسوع. فيكون عظيماً وأبن العليّ يدعى , ويعطيه الرب الإله عرش أبيه داود , ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية !" .
فقالت مريم للملاك ؛"كيف يكون هذا وأنا عذراء لا أعرف رجلاً ؟" فأجابها الملاك :"الروح القدس يحل عليك وقدرة الله تظللك , لذلك فالقدوس الذي يولد منك يدعى أبن الله ها قريبتك اليصابات حبلى بابن شيخوختها , وهذا هو شهرها السادس وهي التي دعاها الناس عاقراً فما من شيء غير ممكن عند الله فقالت مريم "أنا خادمة الرب فليكن لي كما تقول" ومضى من عندها الملاك .
نعم لم تكن مريم العذراء أول من حبلت بمشيئة الله فقد سبقتها سارة ورفقة وصولاً إلى اليصابات ولو عدنا إلى تاريخ الخلاص للاحظنا كيف أن الله كان يهيأ الإنسان ويعطيه دوراً في مشروعه فمنهم من كان تبشيرياً ومنهم من كان تحذيرياً ومنهم من كان توجيهياً وإيمانياً . فمنهم من ترك بَصْمَتَهُ المميزة في هذا المشروع نظراً لصعوبة دوره وأهميته كونه يعود بالمسيرة إلى الطريق المرسوم لها . لقد كانت المسيرة حافلة بالأنبياء الذين كانوا يهيئون الطريق لمجيء الرب . لقد بدأ الرب باختيار رجالات مشروعه ألخلاصي بعجائبية المولد فإسحق الذي ولد من ( إبراهيم وسارة ) العاقرة انتهى بهم أيضاً بعجائبية المولد في يوحنا المعمدان من ( زكريا و اليصابات ) العاقرة . بحلوله في عجائبية المولد لمريم العذراء المقدسة التي حبل بها هي أيضاً بلا دنس من ( يواكيم وحنة ) العاقرة لتكون الأرض البكر المقدسة التي ستحوي الجسد المقدس .
لقد أُختصر زمن الأنبياء جميعاً من إبراهيم إلى يوحنا المعمدان في زمن القديسة مريم العذراء وحلول الرب فيها . واختصر الأنبياء جميعاً في حضور الرب يسوع المسيح ( الطريق والحق والحياة ) . هنا تكتمل مشيئة الله ويتّضح مشروعه ألخلاصي في شخص الرب يسوع المسيح . فبمجرد أن بشّر ملاك الرب مريم المقدسة بحلول الروح القدس ونعمة الرب عليها وبأنها ستحبل بالمخلص العظيم ما كان منها إلاّ أن سلّمت أمرها لمشيئة الله .
لنتوقف هنا قليلاً ونتأمل ما جرى في هذا اللقاء , الملاك يظهر لفتاة عذراء يبشرها بحلول الروح القدس عليها وإنها ستحبل وتلد !! لنتأمل خطورة هذه الرسالة وكأن شخصاً يأتي إليك ويبلغك بحكم الإعدام وبدون ذنب ارتكبته !! يا ترى ما ستكون ردة فعلك !؟ يا إلهي .. ما أعظم هذا الاختبار وما أقصره .. ابتدأ الاختبار وانتهى , ولو أحصينا بمفهومنا العملي والعلمي كم من الوقت سنستغرق نحن في مواجهة مثل هكذا الاختبار آخذين بنظر الاعتبار أهميته وخطورته على الحياة لكان جوابنا الكثير من الاعتراضات والتضرعات والشكوك والرفض ولا يمكن تصور الوقت الذي سنستغرقه للإجابة , ولكن لو عدنا إلى اختبار العذراء المقدسة وأحصينا الوقت لاكتشفنا إنه لم يدم سوى دقائق معدودة تتلخص بالمحاورة بينها وبين ملاك الرب ماذا نستنتج من هذه المقابلة ؟ أول ما يخطر في بالنا هو .. أولاً : عظمة الإيمان بالله وقدرته .. ثانياً : التسليم الكامل لمشيئته ورحمته وعدالته .. ثالثاً : المحبة الفائقة له والرغبة الخالصة في الاشتراك في مشروعه ألخلاصي .
مَن منا لا يعي الألم العظيم والمعاناة الرهيبة التي رافقت هذه القديسة البتول منذ قبولها الخوض في هكذا مغامرة خطيرة قاتلة رافقتها من أول يوم تبشيرها وإلى انتقالها بجوار الرب الإله . لقد خاضت تجربتها وحملت صليبها.
حملت , وولدت , وأرضعت , وربت , إلى الزمان الذي رافقت به وليدها في طريق الآلام , حملت صليب آلامه وشاهدت موته وماتت معه على الصليب ..
أي أُمٍ تحتمل هذا .. ؟ إنها العذراء المقدسة التي نابت عن إبراهيم أبو الأمم في تقديم ذاتها لله وأبنها ذبيحة حية لمغفرة خطايانا بفائض من حبها وإيمانها بالله . وبذلك استحقت وبجدارة أن تحمل لقب سيدة الأكوان فاستحقت مباركة الله فعظمتها جميع الأمم والأجيال وهنا وضعت العذراء مريم بَصْمَتَها على الفصل الأخير من مشروع الخلاص .

موضوع جميل عن البشارة عزيزي متي

وخاصة نحن نعيش هذه الأيام الأولى للبشارة

شكراً لك عزيزي

وفقك الرب

الشماس روفائيل

ابو جيمس

شكرا لمروركم ولمساهماتكم وتشجيعكم واشكركم جدا جدا وتقبلو تحياتي الحارة