=== - باراباس طليقا - ===

- 1 - نزعوا اغلاله اخبروه انه طليق
- لم يكن ذلك ما اختاره
- هم اختاروا ان يطلقوه
- الاثنان حكما عليهما بالموت
- ولكن احدهما كان يجب ان يطلق سراحه
- اطلقوه هو وحكموا على الاخرين بالموت
- استغرب من اختيارهم
- ولكنه سعيد --- انه حي
- فليرجع ادراجه وليذهب الى والديه واخوته
- اما الاخر فليفعلوا به ما يشاؤون
-----------------------------
= صوت =
- ولكن ما الامر يا باراباس
- قدماك مسمرتان الى الارض
- عد الى بيتك - ما الذي تنتظر
-------------------------
= 2 - وجهه الاسمر واثر السكين فيه
- ولحيته الخفيفة غير المهندمة
- وعيناه الغائرتان تتبعان من بعيد
- حشدا ثائرا اغلبه من النساء
- يجري وراء محكوم بالجرم
- عبر الدروب والازقة الضيقة من قصر الحاكم الى الجلجلة يسير خلف الجميع
- وهو يرى = ------- = يتهاوى تحت الصليب الثقيل

= - مشهد -
--------------
- على تلة الاعدام - جماجم وعظام متناثرة - صلبان متهاوية قديمة
- واخرى نصف متهاوية ما عادت تنفع -
- وقف ينظر الى الرجل المعلق على الصليب في الوسط
- راس المصلوب تدلى - انفاسه ثقيلة - جسمه نحيل مضني
- ذراعاه رقيقتان كان لم يعمل شيئا - لحية غير كثة
- صدر املط كصدر صبي - بعد قليل سيسلم الروح
= 3 - لم هو واقف هناك
- ما الذي يربطه بالمصلوب - سوى انه سيصلب بدلا عنه
- عيناه مشدودتان اليه - احساس غريب لم يشعر به يوما
- ما الذي اتى به من الزنزانة الى هنا
- اكان النور الساطع الذي ضرب عينيه
- نور ذلك الغريب المصلوب
- ام انه عينيه المتزنزنتين لم تالفا هذا الوهج
= 4 - عندما راءه يجر صليبه في الشارع سار خلفه
- كاْن قوة خفية لم يدرك كنهها - تدفعه الى تتبع المحكوم
- كان يراقب الصلب والاحتضار الطويل
- وعلى جانبي المحكوم محكومان اخران يعرفهما جيدا انهما يستحقان الموت
- كان يقول في نفسه - وكان يتشفى من عذابهما
- ولكن عينيه ظلتا مشدودتين الى المحكوم في الوسط
- حاول الف مرة ان يحيط النظر - ولكن - قوة خفية تشده اليه - تسيطر عليه
=- صوت -=
- باراباس انت لم هنا
- ما شانك والمصلوب - فليصلب -
- لقد اصبحت طليقا وهذا هو المهم =
= - مشهد ثان
-------------
- المصلوب يلهث - لم تظل فيه بقايا الحياة - لم يعد يحتمل العذاب اكثر
- رفع راسه قليلا - لعق شفتيه اليابستين - غمغم - اريد ماء -
- اذاقوه اسفنجة بسائل مخلل - كانوا يقهقهون -
= - مونولوغ -
---------------
= اه - متى سيسلم الروح - اه - لو حلت نهايته كي يرتاح -
- فهو لا يقوى على العذاب - اه - لو يموت - لو يموت - يموت
- كي ارحل بعيدا وانسى ما كان -
= - مشهد اخر -
------------------
= - اعتم المكان - وفي العتمة صاح المحكوم - ايلي - ايلي - لما شبقتاني - فز باراباس
- الحراس مرتعبون - وبعد قليل عاد النور وانتشر بين اشجار الزيتون -
- وخيم الصمت على الجلجلة - لقد انتهى كل شيء - واشرقت الشمس من جديد
= 5 - هل سيذهب بعيدا الى اهله - بعد ان راى كيف مات المصلوب -
- لم يعد ثمة سبب لمكوثه - غير انه اثر المكوث -
= - مشهد اخر - =
----------------
= غرباء جاءو - كفنوا جسده الابيض بكتان ابيض - وكانت امراة سمراء تقف الى الجوار
= يبيسة العين مشدوهة -- - عاجزة عن ادراك ما جرى - تتبع الموكب الحزين -
= الرجال يحملون الكفن - وفي بستان غير بعيد - دفنوه في قبر محفور في الصخر - صلوا قرب القبر
= دحرجوا حجرا كبيرا امامهم - ثم مضوا - اما هو فسار الى القبر - توقف برهة -
= اراد ان يصلي - لكنه لا يعرف الصلاة - ولو - صلى فهل تقبل صلاته وهو الاثم -
= ولم يصلي وهو يجهل المصلوب - ولكنه دون ان يعي - جثا على ركبتيه - واجهش بالبكاء -
---------------------------------------------------------------------------
==== من مجلة نجم المشرق - العدد 47 - لسنة 2006