bidaro net بيدارو نت
أهلاً وسهلاً بكم في منتديات
بيدارو نت
موقع عام وشامل
للأخوة الراغبين بالتسجيل
يرجى الأطلاع على التعليمات
مع التقدير ،،

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

bidaro net بيدارو نت
أهلاً وسهلاً بكم في منتديات
بيدارو نت
موقع عام وشامل
للأخوة الراغبين بالتسجيل
يرجى الأطلاع على التعليمات
مع التقدير ،،
bidaro net بيدارو نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
goweto_bilobed goweto_bilobed goweto_bilobed
,, أهلاً بأخي وصديقي الإنسان، من كان ومن أين ماكان ,,
goweto_bilobed goweto_bilobed goweto_bilobed

اذهب الى الأسفل
بيدارو العراق
بيدارو العراق
الأدارة العامة
الأدارة العامة

نجِّنا من الشرير Empty نجِّنا من الشرير

الأحد نوفمبر 27, 2011 3:04 am
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
روزي ملك-يونان
نجِّنا من الشرير

الخير والشرّ يتساكنان في كلّ إنسان، ولكن الخير في يدنا .
كل يوم أصلّي من أجل شعبي في أشور المحتلّة، أنتم تعرفونها باسم العراق. أنا واحدة منهم، أنا واحدة من مسيحييّ أشور المحتلّة .
رغم أنّني أفضِّل أن أُدعى أشوريّة، لأنّني كنت أشوريّة لزمن طويل قبل أن أصبح مسيحيّة. أمّتي كانت الأمّة الأولى التي قبلت المسيحيّة في القرن الأوّل بعد الميلاد .

لقد كان على أمّتي أن تعاني الكثير على مرّ العصور بسبب إيمانها المسيحيّ. والمسيحيّة للأشوريّين في الشرق الأوسط كانت بسيفًا ذا حدّين: لقد اضطهدنا بسبب إيماننا، وقد حافظ إيماننا على هويّتنا .

يتبع ..


عدل سابقا من قبل admin في الأحد نوفمبر 27, 2011 3:13 am عدل 1 مرات
بيدارو العراق
بيدارو العراق
الأدارة العامة
الأدارة العامة

نجِّنا من الشرير Empty رد: نجِّنا من الشرير

الأحد نوفمبر 27, 2011 3:05 am
آخذ حرب العراق كموضوع شخصيّ لأنّها حرب تَستَمِرُّ ضدّ أمّتي، ضدّ سكّان بلاد ما بين النهرين الأصليّين، الشعب الأوّل الذي سكن ما بين دجلة والفرات، أنا من ذلك الجزء من الحضارة، واليوم تتساقط هذه الحضارة بأجزائها كافّة .
لم أزر العراق قطّ، وهي أرض أجدادي، ولكن أفكاري تتّجه إليه كل يوم بما أن أميركا، البلد الذي أدعوه موطني، قد اجتاحته عام 2003 دون أدنى أخذ بعين الإعتبار ودون أي تعاطف مع ما يمكن أن تعنيه هذه الحرب لمسيحييّ المنطقة. فأي حرب في الشرق الأوسط سوف تتحوّل، لا محالة، إلى حرب دينيّة .
في حزيران 2006، دُعيت إلى واشنطن العاصمة لإعطاء شهادة على تلّة الكابيتول حول مأسآة الأشوريّين في العراق، فشهدت حول نتائج الديموقراطيّة الأميركيّة المفروضة على العراق وتأثيرها المباشر على الأشوريّين .
لقد شهدنا جميعًا على الحرب الأهليّة المستمرّة على وتيدة مذهلة، بينما أتحفتنا واشنطن المنكرة لهذا الواقع، بجمل جاهزة مثل: "نحن نربح الحرب". ما كان واضحًا بالنسبة إليّ هو أن دولتنا العظمى هذه لم يكن لديها أدنى فكرة عمّا كانت تخوضه حين أتت إلى الشرق الأوسط .
هناك حوالي أربعة ملايين أشوريّ حول العالم، أكثرهم هم في العراق. قبل الحرب كان يسكن أشور المحتلّة حوالي مليون وربع أشوري، كواحدة من الأقليّات العراقيّة التي تشكّل 3 بالمئة تقريبًا من عدد السكان، أمّا اليوم فأقل من 700 ألف أشوري بقيوا في العراق الديموقراطيّة التي يحكمها الإرهابيّون .
ليس ضروريًّا أن أكون في العراق لأفهم مدى الألم التي تعانيه أمّتي الأشوريّة هناك، الأشوريّون ليسوا الأقليّة الوحيدة تحت الحصار في العراق، إلاّ أنّني مرتبطة عاطفيًّا بشعبي، وأفهم ألمهم بشكل طبيعي: هو أمر شخصيّ .

يتبع ..


عدل سابقا من قبل admin في الأحد نوفمبر 27, 2011 3:14 am عدل 1 مرات
بيدارو العراق
بيدارو العراق
الأدارة العامة
الأدارة العامة

نجِّنا من الشرير Empty رد: نجِّنا من الشرير

الأحد نوفمبر 27, 2011 3:06 am
بينما كنت أصلّي ذات صباح الصلاة الربيّة، تلعثمت بكلمات "لكن نجّنا من الشرير"... فرحت أرتّلها مرارًا وتكرارًا، كأنّي أريد بأنانيّتي أن يسمع الله صلاتي دون صلاة الآخرين كلّهم. أردت أن ينجّي الله الأشوريّين من الشر المتحكِّم بهم، لأنّي لا أقدر أن أجد رجلاً نبيلاً يقدر هو على أن ينجّيهم .
الأخبار الأشوريّة تفيض بقصص الحياة المسلوبة، والصور تطاردني، وأتساءل ما عساه يكون إذا بالنسبة لأولئك الذين يروا هذه الأشياء بأمّ العين؟
صلّيت لأياد طارق، أشوريّ في الرابعة عشر من العمر من مدينة بعقوبة، والذي كان يصرخ "نعم أنا مسيحي، ولكني لست خاطئاً"، بينما الإسلاميون المتطرفون يصرخون "الله أكبر" قبل أن يقطعوا رأسه .
صلّيت من أجل الأب بولس اسكندر، متروبوليت الموصل، الذي اختطف من أجل فدية ، قطعوا رأسه، ويديه ورجليه، ليس من الضروري أن أعرفه لأحيا لحظات الخوف التي اعترته قبل أن يقطعوا رأسه .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صلّيت من أجل فتى في الرابعة عشر من العمر، اشوري من ضواحي البصرة، لم أعرف اسمه قط، صلبوه. هو اشوريّ، وهذا ما يجعل منه أخاً لي .
صلّيت من أجل اخواتي الأشوريّات اللواتي اخترن الانتحار بعد أن اختطفن من أجل فدية، ثم اعتدى عليهنّ الاسلاميون. اشعر برعب الساعات التي اعتدي عليهنّ بها جماعياً. لقد كتبت عن طريقة الانتحار هذه في كتابي "الحقل القرمزي"، حيث في فترة المجازر الآشورية ما بين ١٩١٤ -١٩١٨ اختارت النساء الآشوريات الشابات الموت على اعتناق الاسلام، ولم أكن أتصور انني سوف اعود اكتب عن هذا الأمر من جديد بهذه السرعة .
صلّيت من اجل شجاعة لوانا، ابنة 22 عاماً، امرأة اشورية، اكملت الطريق بعد ان اغتصبها جندي عراقي اثر غارة شنوها على بيت كانت تسكنه مع اخيها. وحين علم خليل أخوها انها حامل، أخضعها لعملية اجهاض .
صلّيت من أجل الكنائس الثلاثين الآشورية التي قصفت. لم تكن حوادث حرب، بل كانت نتيجة حرب دينية منظّمة ومدروسة تستهدف الاشوريين الذين يمثّلون صورة الحرب القديمة الايام، حرب السيف ضد الصليب .
يوئيل ووالده عمانوئيل كانا يعملان كمترجمين لقوات الائتلاف في حبانية حين اختطفا. دفعت والدة يوئيل عشرين الف دولار فدية حصلت عليها من هبات اقاربها في اميركا والسويد. لقد مضى عام على اطلاق سراح يوئيل وهو لا يزال يتمسك بأمل ان يعود والده يوما. واضح ان والد يوئيل لن يعود، انما ماذا يمكن ان تقول لابن لا يريد اكثر من مجرد النظر في عيني والده؟

يتبع ..


عدل سابقا من قبل admin في الأحد نوفمبر 27, 2011 3:14 am عدل 1 مرات
بيدارو العراق
بيدارو العراق
الأدارة العامة
الأدارة العامة

نجِّنا من الشرير Empty رد: نجِّنا من الشرير

الأحد نوفمبر 27, 2011 3:06 am

إنّ الأمة الآشورية التي بقيت لغزاً منذ سقوط الامبراطورية الآشورية لا تزال تواجه ما أسمّيه ابادة بطيئة بدأت قبل حرب العراق بوقت طويل .
عام 1895 في ديار بكر، قتل ما يقدّر بحوالي ٥٥،٠٠٠ اشوري وأجبر ١٠،٠٠٠ ألف آخرين على اعتناق الاسلام .
هذا الحدث مهّد الطريق للابادة الآشورية تحت ظلال الحرب العالمية الاولى حين اباد الاتراك العثمانيون والاكراد والفرس ثلثي الشعب الاشوري، ما مجموعه ٧٥٠،٠٠٠ شخص .
عام ١٩٣٣ عادت الابادة الاشورية من جديد من خلال مجزرة سميل العراقية حيث ابيد ٣٠٠٠ رجل وامرأة وطفل اشوري مدنيين عزّل بواسطة الجيش العراقي وأسياد الحرب الأكراد. هذه المجزرة ستكون اولى هجمات عدة على الاشوريين في العراق. عام ١٩٧٩ سبّبت الثورة الاسلامية هجرة مسيحية هائلة من ايران، وشهدت على اضطهادات عدد لا يحصى من الآشوريين وقتل الشبان والعجّز دون سبب سوى ايمانهم .
عام 1991 جلبت حرب الخليج ومن بعدها غزو الولايات المتحدة للعراق عام ٢٠٠٣ الاعتداءات على الآشوريين لأنهم رمز المسيحية في العراق الثائر على احتلاله .
ان العنف ضد الآشوريين التي ارتفعت وتيرتها مع تحرير العراق لا تظهر اي علامة امل بأن الجرائم ضد مسيحيي العراق سوف تتوقف قريباً .
هناك عملية تطهير اثني منهجيّ ضد المسيحيين الآشوريين تأخذ مجراها اليوم في العراق .
ان خيار واشنطن بالتخلص من الشر دفع بها الى ساحات حرب بغداد، فكانت نتيجة هذا ان رُمي الآشوريون في براثن شر اعظم من الشر الذي كانوا خاضعين له خلال حكم رعب صدام حسين. انما خطة حماية الآشوريين لم تؤخذ بعين الاعتبار قبل غزو العراق، فالاشوريون هم دون اهمية، فما هم الا ٣ في المئة اقلية عددية يمكن اخفاء صوتها .
ولكن الآشوريون في العراق لا يمكن اخفائهم وإن كان عددهم صغيراً، فبصمات الاشوريين تملأ بلاد الرافدين وهم صورة المسيحيين في تلك المنطقة .
عام ١٩٢١ أخرجت بريطانيا وفرنسا العراق من سيطرة الامبراطورية العثمانية في منطقة غنية بالتاريخ الاشوري، بالآثار وبالحضارة الاشورية. فسكان المنطقة الأصليون، هؤلاء المليون وربع مسيحي، الذين تقلصوا اليوم الى ٧٠٠،٠٠٠، هم ليسوا بقايا اثرية من الماضي، انما هم ورثة احياء نابضون لأرض بلاد ما بين دجلة والفرات .
ان تقرير لجهة بايكر – هاميلتون الذي صدر هذا العام (١٩٩٧) قلّل من اهمية التطهير العراقي الاشوري في العراق، ولم يشر الى واحدة من اقدم الأمم في التاريخ، سوى بملاحظة في اسفل الصفحة، فشارك هذا التقرير بالتنكر للحقوق الانسانية لواحدة من اضعف الامم. ان انكار المجازر الآشورية في العراق يعكس نكران المجازر الاشورية خلال الحرب العالمية الاولى .
بغض النظر عن الصراع الجاري بين الشيعة والسنّة والاكراد، فإن الاعتداءات على الاشوريين ليست بحوادث معزولة، بل هي مخطط منهجي لاعتداء يستهدف هذه الأمة .
لا يلزم الكثير من اجل استفزاز عنف الاسلاميين المتطرفين، فأي حجة ستكون كافية، من الصور الكاريكاتورية للنبي محمد الى حديث البابا بينيديكتوس السادس عشر في جامعة رغنسبرغ حيث ربط البابا الاسلام بالعنف، كانت قيامة مباشرة للاعتداءات ضد المسيحيين الاشوريين في العراق: اعتداءات على طلاب جامعيين، كهنة اختُطفوا من اجل فدية ثم قُطعت رؤوسهم، نساء شابات اشوريات اعتُدي عليهن، اطفال انتُزعوا من ايدي امهاتهم وأُحرقوا .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في حين بدأت تتوضّح معالم العراق الديموقراطي الجديد المحسّن، عراق فوضى شاملة، بدأنا نشهد على هروب آلاف العائلات المسيحية من موطنهم في اكبر نزوح جماعي نراه في هذا القرن بينما تستتبع حملة الرعب ضد المسيحيين في العراق بصمت العالم كله .
منذ غزو اميركا للعراق عام ٢٠٠٣ والاعتداءات على المسيحيين سكان المنطقة الاصليين لم تتوقف، والمدهش هو ان الاشوريين لم يجابهوا العنف بالعنف، وربما لو فعلوا هذا، لكانت احتلّت اخبار الآشوريين عناوين الأخبار .
حين تُقصف كنائسنا، لا نهاجم المساجد، حين يُضرب شبابنا حتى الموت، لا نمارس شريعة العين بالعين، حين تُقطع رؤوس كهنتنا نصلّي من اجل راحة نفوسهم، ونعلم انهم يدخلون ملكوت الله، لا نلطّخ ايدينا بدم الانتقام .

يتبع ..


عدل سابقا من قبل admin في الأحد نوفمبر 27, 2011 3:15 am عدل 3 مرات
بيدارو العراق
بيدارو العراق
الأدارة العامة
الأدارة العامة

نجِّنا من الشرير Empty رد: نجِّنا من الشرير

الأحد نوفمبر 27, 2011 3:07 am
قد نكون أمة دون وطن، ودون كيان سياسي ودون نفط نستعمله كأداة مساومة، حقوقنا الانسانية غائبة، نهمَّش الى اقصى حدود، تحت سلطة الرعب والعنف، رغم ذلك لا نحاول ان نرد، فالانتقام لم يكن يوماً اسلوبنا، فنحن لن نلطّخ بدم الانتقام .
في ظلال الحرب العالمية الاولى، بدأ العثمانيون الاتراك والاكراد والفرس بتطهير عرقي ممنهج وبإبادة ضد الشعوب الثلاثة المسيحية: الاشورييين والارمن والملكيّين، بين ١٩١٤و ١٩١٨ في الامبراطورية العثمانية وشمال غرب فارس. ثلثا الأمة الاشورية، اي ما يقدر ٧٥٠،٠٠٠ شخص هلكوا في الامبراطورية العثمانية وبلاد فارس كنتيجة للابادة، الجوع، العطش، الامراض وبسبب عوامل الطبيعة بينما يسقط الآلاف نتيجة الخطف والارتداد القسري والهجرة الالزامية .
لسخرية الاقدار، في ختام الحرب العالمية الاولى، وبعد ان كانت الامبراطورية العثمانية تطمح لأن تكون من لون واحد من خلال ابادة المسيحيين المختلفين، كانت النتيجة سقوط الامبراطورية العثمانية ومعها نهاية حركة تركيا الفتاة وتقلص مساحتها الجغرافية .
ان السيادة الآشورية لم تنته مع نهاية الحرب العظمى، فقد تلا الحرب ما سمّي بمسيرة الموت عام ١٩٢٤ حين رحل الآشوريون من تركيا الى حلب في سوريا. ومنذ تلك الحقبة الأكثر سواداً في تاريخ الاشوريين، تكرر مسلسل العنف ضد هؤلاء المسيحيين فترة بعد فترة .
لقد عرفت حول ابادة الاشوريين منذ طفولتي، ليس لأن احداً ما اجلسني وشرح لي الامر، بل لأنني على غرار كل الاطفال الاشوريين، كبرت وانا اتعلم هذا من خلال اصغائي لأحاديث الراشدين، لقد كان هذا الأمر جزءاً من الأحاديث اليومية في البيت الاشوري. اتذكر كلمات جدتي، ولكن اكثر من كلماتها اذكر ألمها العميق وحزنها، اذكر فترات الصمت الطويلة. وكطفلة لم اكن اعرف كيف اعزّي جدتي، وحين ماتت، كانت جدتي قد مرّرت الى نفسي ألمها . ان الابادة الاشورية هي فصل من تاريخ أغفل عن العالم طويلا. وكأشورية يستحيل عليّ فهم كيف ان ابادة شعب بأسره يمكن ان يكون منسياً، وان يُغفَل عنه عن قصد من المجتمع الدولي .
عام ١٩١٥ لم يجد البطريرك الاشوري، مار بنيامين شمعون حلاّ سوى ان يعلن الاشوريين، هذه الأمة التي لا وطن لها، كحلفاء للحلفاء، اصغر حلفاء الحلفاء. في مقابل هذا التحالف، وعُد الاشوريون بمنطقة مستقلة في بلاد الرافدين بعد انتهاء الحرب. ولكن الوعد الانكليزي بتحريرهم لم يتحقق مطلقاً، وفي آذار ١٩١٨ قُتل البطريرك الاشوري وحوالي ١٥٠ رجلاً معه، وتُركت أمة تندب من فقدت في صمت ألمها .
رغم الاثباتات القوية حول المجازر الجماعية بحق الاشوريين والارمن والملكيّين، آستمرّ إنكار تنكر. وانكار تركيا هذا هو انذار ان التاريخ يمكن ان يكرر نفسه الا اذا واجهناه واعطيناه حقه ليرتاح اخيراً .
فالارشيف يفيض بالاثباتات عن هذه الجرائم بحق المسيحيين: روايات شهود العيان وشهاداتهم، مقالات الصحف، مراسلات الحرب، وثائق العائلات، الصور وحتى الأفلام التي صوِّرت .
ولكن الاثبات الاعظم يبقى غياب الارواح التي كانت حية ترزق، والأصوات الصامتة التي تسكننا. ان النكران لن يمحو ابداً ذكرى خراب الامة الآشورية، وهذه الاحداث لن تتركنا نرتاح، فالمجازر الآشورية طالت كل عائلة اشورية، وكيف لا وإثنين من ثلاثة اشخاص قد أبيدوا؟
في الاشهر القليلة التي مضت كنت اقوم بمقابلات مع العجزة الاشوريين الذين هم الآن في التسعين من العمر وبعضهم فوق المئة عام اردت ان اسجل رواياتهم وأخبارهم. معظمهم لا يمكنهم ان يتذكروا ماذا اكلوا في الصباح او كم حفيد عندهم، ولكن اخبار المجازر والابادة مخزونة في ذاكرتهم كما لو انهم يحيوا هذه الاحداث كل لحظة. ألمُهم لا يقاس الى درجة ان شهود العيان هؤلاء، حين يبدأون بسرد التنهدات والاصوات التي سمعوها إبّان مسيرات الموت، كانوا ينتقلون الى مكان لا يجدر بأي انسان آخر ان يزوره من جديد، ورغم هذا فهذه الذكريات تحفظ للتاريخ صدقه وحقيقته .
"رأيت امرأة نصف عارية عند قارعة الطريق، كانت قد ماتت قبل عدة ساعات لأن جسدها كان باردا، بينما قربها كان طفل صغير يزحف يئن طالباً الغذاء، وطفل آخر ينام على صدرها. مشهد يُفقد العقل". هو مقطع من مذكرات الأب اسحق مالك يونان كتبها عام 1918 اثناء الهروب الكبير من اورمي في ايران الى بعقوبة في بلاد الرافدين، العراق الحالية .
ان الآثار النفسية التي تلت هذه الاحداث لا يمكن انكارها، فهو وضع لا يؤثر فقط على اولئك الذين رأوا، ولكن امة بأسرها لا يمكنها ان تنسى ماضيها الأليم. ماضينا جعل منا اليوم ما نحن عليه، ماضينا يسكننا واصوات الماضي تصرخ الينا ضارعة ألا نلقيها في غياهب النسيان. واليوم، اصوات من حاضرنا تطلب منا الامر عينه .
لذلك نبني أنصبة لذكراهم، نكتب الكتب، نلقي المحاضرات ونشارك في مؤتمرات. نقوم بسهرات صلاة ونعلم شبيبتنا ألا ينسوا، ورغم هذا نعلم ان الارهاب لن يتوقف .
فبما أنّ الحكومات، بما فيها التركية، يصرّون على انكارهم الابادة الآشورية، تلك الماضية وتلك الحاضرة، ربما يمكنهم اخبارنا اين اختفى الآشوريون؟
إن كانت الابادة لم تحصل، فماذا حصل لأبناء أمتنا؟ ما حصل لأفراد عائلتي؟ هل ان جنونا جماعياً دفع الاشوريين للخروج الى الصحراء والى البراري ليهاجَموا ويُقتلوا؟
ما الذي دفعهم للهروب في منتصف الليل تاركين وراءهم منازلاً وحقولاً، اعمالاً، مزارعاً حدائقاً، كنائساً، وجماعات، قرى، مدناً وممتلكات؟
ما الذي جعلهم يتركون وراءهم احبائهم، عجزة، مرضى، عرجانا، عميان وأيتام، اولئك الذين لم يستطيعوا الهرب؟
هذه الأسئلة عينها نطرحها اليوم حول أشوريي العراق اليوم: لماذا هناك اكثر من ٣٠٠،٠٠٠ اشوري لاجىء في سوريا والاردن وتركيا منذ تحرير العراق؟
الجواب هو ان تحرير العراق اصبح اضطهاداً للاشوريين دونما اي خطأ منهم. انا واثقة ان سوف يتجدّد الهجوم على المسيحيين في الشرق الأوسط، كما سوف يتكرر ضد الغرب، فمن الغباء أن نظن العكس. ومن الغباء الانكار ان هذه الهجمات قد بدأت مع اعلان الجهاد ضد المسيحيين في الشرق الاوسط تحت شكل الإبادات المسيحية التي سبقت الإبادة اليهودية .
ألم يقل هتلر يومها: "ومن يتذكر الارمن؟"، عندها لم يعد للاشوريين ذكرى، مبهمة حتى، في ضمير العالم الجماعي. ان الاشوريين الذين يحيون اليوم في الشرق الاوسط لا يختارون الحرب، بل ان الحرب هي التي تختارهم لأنهم يمثلون المسيحية ولأنهم جغرافياً الهدف الاقرب لأي اعتداء ضد قوم الصليب .
رغم ان الآشوريين لا يزالون يعتبرون الشرق الاوسط موطنهم، الا ان الرحيل، والهجرة القسرية قد شتّتت الاربعة ملايين اشوري في بلدان الشتات عبر اصقاع المعمورة .

لذلك، فهذه الليلة، كما كل ليلة، سوف اضيء شمعة، وحين أغمض عينيّ، سوف اهمس صلاتي الصامتة كيما تنجو أمتي من الشرير .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى