تـــرجمـــات للنفس

تـــرجمـــات للنفس



كما أنا وحدي


مرة تِلوَ مرة فاتت


بورقة و قلم


أخطّني على سطور

علّني أقتحم تلك القلاع

التي تجثو على صدري



قطعة موسيقى أسمعها تنساب


تحمل الشجن صفة


تعيد نفسها كلما انتهت


فتلك الأصوات الحزينة تسحرني أجد


فيها نفسي


كأنّها حكايات تتحدث عنّي


و هي نغمات على أوتار


تقول في تأنّي


و تحثّني


أحكي لا تتركني


نغمات فقط


كأنّها تلك الأيام التي أعيشها و تحيا بداخلي


فأنا على أعتاب باب منتظر و أبحث عن مفتاحه


بلا جدوى


لأعبره بلا عودة ..... و أتخطّاه


ويكأنّ خلفه سأُبعث من جديد


و أقول لنفسي


أيتها الأنفاس الحائرة في صدري


أيّها البال المخترق و المحترق بالأفكار


و الأخبار و التمنّي


ألا تهدأ أو تعود إليّ ولو لمرة


واحدة إليّ عُد


كصفحات بيضاء تستريح العين فيها


و بلا اجابة منه أجدني


بنفس البقعة من حياتي أعود


إلى الفراغات إلى التفتّت و الغيبة


فأنا بين ضفتين كنهر تجمد سطحه


و ثائر المحتوى و القلب


رماد يحوي جمراً من النّار


تستعر


و بلا طعم في أي شيء


و فاقد لكل الحواس و الأحاسيس


بتلك الحياة


أتلك الحياة قد تناستني ؟ أو محتني


ما عدت أعرف ؟ فقط


أتذكّر أيّام العمر الفائت بطعوم مازالت


فى خلاياي و عقلي و أنفاسي و عيني


بروائح للناس و الأفعال و حتى الأماكن


أما الآن


فالأماكن باردة بلا مشاعر ولا حياة


ضاعت منها روائحها و طعمها و ألوانها


فهى حياة بلا روح


و أُناس بلا حياة و ألوان بلا ألوان


و ساعات تموت فيها دقائقها و ثوانيها


تمر بلا ميزة تفصلها


عن ما قبلها


و الخوف صديق لا يفارقها أو يفارقنا


و أنا و هم تائهون فما عدنا كما كنا


بل مازلنا نحدّق في أعماقنا نبحث عن اجابة


ما عدنا نعرف أنحن


بشر أم نحن كائنات مفرغة جاءت إلى الحياة


كي تتعلم كيف تعاني


و تتألم


تنسج أثواب أحزانِ من فاتنا


و تحيك أثواب لأحزان من سيتركونا


أو من سنتركهم


و يحزن علينا


أيتها الأيام التي تذهب إلى اللاعودة


أو توئم لها


أخبرك أنّي قد شربت


حتى ثملت


بل أصبحت سكّيراً لخمر الحزن


بت ساكن و مقيم بحانات


الهم


غيرت عناويني و مساكني


و أقفلت الأبواب


و صادقت كؤوس الحسرة


و نادمت قناني الحزن


قطعت مواثيق صدقاتي للناس


فما عادوا ناس


بل مثلي أصدقاء لهمومهم و خوفهم من كل ما حولهم


من أمس و اليوم


و غد


و حتى منّى


و هذه مرة أخرى هل ستتلوها


مرة ثانية مع نفس اللحن


و القلم


من يدرى لربما خاف القلم


أيضاً منّي




كتب





سجين الحرف