- زهير توما البجوايامشرف القسم الرياضي
جرار محمد غني حكمت ,, كهرمانة والأربعين حرامي
الأحد يوليو 31, 2011 12:00 am
كهرمانة، او ساحة كهرمانة والأربعين حرامي، مكان، أو معلم يحيا في عقولنا وضمائرنا،قبل ان يكون مكاناً في مدينة بغداد، تعاقبت عليه الظروف والتحولات، وبقيت صورة المرأة المنتصبة وهي تسكب زيتها او ذلك الماء البغدادي على الرؤوس لحظة تذكر أبدا بروح الحياة البغدادية ولصوصها السذج،وتشير إلى جزاء أنثوي لتحقيق العدل، وتحكي أن صباحات بغداد لحظات جوهرية تكشف عن لصوص المدينة.
يفترض النصب وحكايته اشارة تاريخية وجمالية مزدوجة، فمن ناحية هي اشارة إلى اننا سنمسك باللصوص من دون شك آجلا ام عاجلا، ومن ناحية أخرى ان هذه المرأة صارت يدا لتلك العدالة الغائبة،
موقفا اعاد صياغته محمد غني حكمت من خلال امرأة وجرار وماء منسكب، لم اذن سرقت بعض الجرار ؟ اليست نكاية بنا نحن سكان بغداد ان يسرق اللص نموذج وجوده ويتحرر من نظرتنا إليه، ام هناك قصة أخرى من وراء اختفاء اللصوص او الجرار،لا شيء تقريبا يبدو معقولا في حوادث بغداد هذه الايام، ما الذي سيتبقى من بغداد اذا اختفى كل صباح جزء ما منها،كلما استيقظنا صباحاً وجدنا ثلمة في وجه المدينة، او اختفى معلم من معالمها.
يتحدث البعض عن مبالغة كلامنا عن بغداد بوجوهها المختفية، والحقيقة ليست الا تأكيدا من جانب شهود على صدق دعوى هذه المدينة التي تتحطم ذاكرتها كل يوم او تختفي صفحة من صفحاتها كلما جاء يوم جديد، لذلك يجدر بنا ونحن نكتشف اختفاء جرار محمد غني حكمت ان نتحدث بانكسار عن شخصية العدل التي تصب الزيت على رؤوس اللصوص، ونستغل المناسبة مجازا وواقعا للاستدلال على ما يجري من فجائع بدلا من الكلام عن الموسيقى واختفاء الجمال عن وجه المدينة، بدلا من التنظير عن أزمة النقد، او حتى مستقبل الرواية في العراق،فسرقة جرة من هذه الجرار اشارة إلى فساد العقل والسريرة في هذا الزمان،إشارة للامتهان بقيم العدل والحق بالحياة. وهو ما يستوجب الندب واعلان الويل والثبور على مجاهرة اللصوص بسرقة المدينة، لقد جرى العرف تاريخيا وشرعيا ان يكشف عن اللصوص علنا للعامة، وهو ما قدمته مخيلة النحات برومانسية ملحوظة مخففا من حدة الزيت بالماء،بينما نحن اليوم يتجرأ لصوص مدينتنا على اعلان سرقتهم في وجوهنا دونما خجل أو حياء.
ان فكرة سرقة جرار محمد غني حكمت تفتح لنا بابا يشرف على حقيقة سرقة العراق بكل ذاكرته وأمواله وثرواته، سرقة تتناغم مع ما يسرق من حياة،لن يبدو مجديا ان نلوح للمعنى بهذه الاشارات، وانما الحقيقة تستوجب القول كيف يتجرأ اللصوص على اختراق حقوقنا ونظام حياتنا،الآن هل نحتاج لتأويل سرقة جرار محمد غني حكمت الى ما يجري من نهب لخيرات العراق، قد تبدو المناسبة متأخرة للكلام عن العراق الذي يسرق، فكلما جاءت نشرات الاخبار بصور عن مخيمات المهجرين وهم يجلسون امام خيامهم وسط الازبال والذباب ستسقط جرة من هذه الجرار، كلما هرب مسؤول ما بملفات واموال يقل الماء او الزيت الذي تسكبه المرأة التي اعتلت ساحة كهرمانة، كلما تحطم بيت هنا، او قتل طفل هناك، او هرب مثقف إلى هناك ما يخاف منه ان تُنزل هذه المرأة يوما من مكانها، او تختفي فيختفي الدليل على ما يجري، ومحمد غني حكمت بعيد عن جراره، والمرأة التي ابتكرها رمزا لضبط المجرمين واصدار الحكم عليهم حرقا بالزيت، ملحمة ابداعية ستبقى جرسا يدق كلما سرق شيء من حياتنا.
كم مررنا بهذه الجرار، كم اتخذناها دلالة لموعد، او ضربناها مثلا لفكرة اللصوصية، اذا كان هدف النحات هو الكشف عن حقيقة ما، فنحن ندعوه للعودة فثمة لصوص يحاصرون كهرمانة بالنسيان واتلاف جرارها بعدما راحت هذه الجرار تختفي تباعا.ان موضوع اختفاء اجزاء هذا النصب ينتاب ضمائرنا، الخشية من اختفاء كهرمانة خشية جمالية وواقعية لحسنا الانساني الذي يسرق، لثرواتنا التي تنتهب، احلامنا التي تلاحقها كائنات الليل،هناك مجال للتفكير في المحافظة على ما تبقى من جرار، الامل في بقاء كهرمانة واقفة وسط ساحة ببغداد يستفز البعض، ما من شك في ان لسان حالها هو ما يستفزهم وهي تقول حكمها: هكذا هو مصير اللصوص في بغداد.
****
المدى
- ????زائر
رد: جرار محمد غني حكمت ,, كهرمانة والأربعين حرامي
الأحد يوليو 31, 2011 8:59 am
تسلم أستاذ زهير ,,
فعلاً ساحة كهرمان ساحة جميلة بروعة ما ابدع فيها فناننا العراقي النحات محمد غني حكمت
لكم كل الشكر لهذا الطرح المميز .. ود وورد
فعلاً ساحة كهرمان ساحة جميلة بروعة ما ابدع فيها فناننا العراقي النحات محمد غني حكمت
لكم كل الشكر لهذا الطرح المميز .. ود وورد
- ????زائر
رد: جرار محمد غني حكمت ,, كهرمانة والأربعين حرامي
الأحد يوليو 31, 2011 9:05 am
تفجير تمثال «كهرمانة» في بغداد ... وهروب لصوص «ألف ليلة وليلة»
الجمعة 23 مارس - آذار 2007
كهرمانة الجارية البغدادية التي اشتهرت في حكايات ألف ليلة وليلة بأنها صبت الزيت الحار على 40 لصاً اختبأوا في جرار كبيرة، اقيم لها تمثال كبير في الساحة التي ينتهي اليها شارع السعدون في منطقة الكرادة في بغداد.
كهرمانة هذه افاقت قبل ايام على صوت انفجار سيارة مفخخة ضربت المكان وتسببت في كسر اربع من جرارها وإفـــلات اللصوص منها، فضلاً عما أصاب «جسمها» من جروح ورضــوض وبتر بعض اصــابع يــدها اليمنى.
وكان التمثال اقيم في بغداد في سبعينيات القرن الماضي ووضع التصاميم الرئيسة له ونفذه الفنان العراقي محمد غني حكمت، وتظهر فيه «كهرمانة» وهي تقف وسط ساحة مستديرة الشكل حاملة جرة كبيرة تصب منها الزيت المغلي على اربعين جرة تطل منها رؤوس اربعين لصاً.
يشكل هذا التمثال معلماً حضارياً وتاريخياً وسياحياً من معالم بغداد، فهو احد اهم التماثيل التي تروي حكاية من حكاياتها في ما كان لها من ليال ملاح..وبعد الاحتلال الاميركي لبغداد تمت صيانة للتمثال وطليت الجرار باللون الاخضر في شكل لا يتلاءم مع الشكل الفني للتمثال..اما جرة كهرمانة التي كان الماء (بدل الزيت) يتدفق منها على رؤوس اللصوص فجفت منذ وقت طويل ولم تعد تصب «الزيت»، ولا حتى الماء على رؤوس اللصوص بعد شح المياه في بغداد وعدم امكان ايصــاله الى التمثال الذي طــاوله الاهمال منذ مدة على رغــم وجوده في منطقة مـن بــغداد تعــج بالحركة.. وجاء التفجير الاخير الذي استهدف احدى نقاط التفتيش المجاورة للتمثال ليصيب «جسد» كهرمانة بأضرار واضحة، ويساعد اربعة من اللصوص على الافلات بعدما بقيت تحبسهم في المكان ذاته على مدى أكثر من ثلاثين سنة.
خبر منقول للمعلومة ..
- زهير توما البجوايامشرف القسم الرياضي
رد: جرار محمد غني حكمت ,, كهرمانة والأربعين حرامي
الأحد يوليو 31, 2011 1:22 pm
شكرا الك يا شعرنا واستاذنا الاخ العزيز حكمت البيداري على معلومات القيمه التي ذكرتها فعلن ان ساحه كهرمانه رمز من رموزنا في بغداد انشالله تنكسر ايد كل من يحاول العبث فيها
- مروان دميانوسمشرف منتدى الفنون الجميلة
رد: جرار محمد غني حكمت ,, كهرمانة والأربعين حرامي
الإثنين سبتمبر 12, 2011 1:16 am
مبدع في مواضيعك المميزه
عاشت الايادي وتمنياتي بل موفقية
عاشت الايادي وتمنياتي بل موفقية
- زهير توما البجوايامشرف القسم الرياضي
رد: جرار محمد غني حكمت ,, كهرمانة والأربعين حرامي
السبت أكتوبر 01, 2011 7:29 pm
شكرا اخويه مروان على مرورك الجميل
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى