== القربان المحيي ==

سر القربان المقدس سر اسسه يسوع ليكون حاضرا بيننا حضورا حقيقيا بشكل الخبز والخمر -
وبهاذا يجدد المسيح ذبيحة الصليب لخلاصنا - لانه يحبنا ويفدينا بجسده ودمه ويجعلنا معا -
ان كلمة = افخارستيا = تعني الشكر - وقد جرت العادة في روما - منذ بداية القرن الثالث -
عشر الميلادي - بوضع القربان المقدس في اوعية على شكل حمامة سميت بالحمامة الاوخارستيا -
لان صورة الحمامة في المسيحية ارتبطت بحضور الروح القدس - لكونها رامزا اصيلا للبساطة -
والسلام والرجاء ونيل السعادة - كما انها رمز الجمال والنعمة - وقد يعود ذلك الى بياضها الناصع -
وظرفها ووداعتها - وامتد ذلك التقليد حتى القرون الوسطى - لكنه قل فيما بعد - حتى اختفى تماما -
باستثناء وجوده في امكنة نادرة مثل كاتدرائية اميانس amiens - في فرنسا --
يتحقق الاتحاد مع المسيح بالعماذ - ويتجدد ويتقوى باستمرار بواسطة المشاركة في الذبيحة الالهية -
حينما ياخذ كل واحد منا المسيح - والمسيح ياخذ كل واحد منا - هذه هي الوسيلة العظمى والفضلى للاتحاد -
العميق مع الله ومع الجنس البشري كله - من اكل جسدي وشرب دمي - اقام في واقمت فيه - يوحنا - 6 - 56 -
فالتناول والذبيحة يجب ان يتحققا بقلب طاهر - وبلا خطيئة لان الافخارستيا والتوبة سران متعلقان احدهما بالاخر -
بشدة - وهناك ضرورة للتجديد الشخصي المستمر لان الافخارستيا تجدد ذبيحة الصليب سريا - يجب ان يطبع روح
الاهتداء الدائم حياة كل مؤمن - لاننا اذا ما اقتربنا بنوع سطحي الى الافخارستيا - فحينئذ لا تكون مشاركتنا فيها فعالة -
لذا علينا ان نفحص قبل كل شيء حياتنا الشخصية في ظرف يسوده الهدوء والصمت - اقله لبضع دقائق - وهذا يساعدنا -
على الاستعداد الداخلي لتناول خبز الحياة - يتخذ المؤمنون بالمسيح من شخص الفادي محورا لحياتهم - فيقيم في قلوبهم -
وقلوب اسرهم - فبعد ان عرفوه واحبوه بعمق من خلال دخول القربان المقدس الى اجسادهم وقلوبهم ونفوسهم - اخذوا -
يعيشون منه وبه وله - ولذا نراهم سعداء فرحين في حياتهم - وكذلك يسعون الى جعل المسيح محورا لحياة الاخرين -
افرادا واعضاء في الاسر - فالنحافظ على حياة الله فينا - التي حصلنا عليها بالمعموذية وكذلك على بقاء حياة يسوع فينا -
التي حصلنا عليها بالافخارستيا - ولتتم هذه الحياة باعمال البر والتقوى وحسن التصرف والمحبة المضطرمة ----------
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
= = من مجلة نجم المشرق العدد 57
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

اللة يبارك في جهودك الرائعة اخ بولص
تسلم الايادي على هذا الموضوع

شكرا يا اخت دارت الايام على هذا المرور الرائع