ستون باصاً قريباً فـي شوارع بغداد

الخميس فبراير 02, 2012 8:42 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

احتدم الجدل بين أبو عامر وبين قاطع التذاكر على ورقة النقد البالغة 250 ديناراً الممزقة التي رفض تسلمها (الجابي)، في حين قال أبو عامر بعصبية : ما هي المميزات التي تقدمها شركتكم للمواطن فهي قليلة العدد ولا تشمل إلا خط باب المعظم، والحافلات قديمة،

نوافذها مغطاة بمقوى بدلا من الزجاج، أما الجابي فقد رد على أبو عامر ( إذا لا يعجبك الباص خذ تاكسي ) وضحك الركاب كون أبو عامر كان رث الثياب وهيأته تؤكد انه من مواطني (تحت خط الفقر !) الذين تزداد أعدادهم عاما بعد آخر !

باص الأمانة
على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على فك ارتباط الشركة العامة لنقل الركاب عن أمانة بغداد، وصار اسمها الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود ، إلا أننا ما زلنا ومعنا الكثيرون نطلق تسمية الأمانة على تلك الباصات التي انحسر عددها بعد أحداث عام 2003، فما هي الأسباب ؟ وقبل الإجابة عن ذلك السؤال، لنستعرض تاريخ ذلك الباص الجميل الذي كان يتهادى نظيفا لامعا باحمراره في شوارع بغداد التي كانت هي الأخرى جميلة وممتلئة بالهدوء وبحب الحياة .
تشكـلت مصلحة نقل الركاب في مدينة بغداد عـام 1938، بموجب القانون رقــم ( 38) لسنة 1938 وحدد رأسمالها بمبلغ ( 200 ) الـف دينار ويستقرض بضمانة الدولة ، وعدت الدولة من المشاريع ذات النفع العام ولها شخصية معنوية يحق لها امتلاك الأموال المنقولة وأعطي للمصلحة حق احتكار نقل الركاب في منطقة عملها، والتي حددت لتشمل دائرة نصف قطرها ( 10 ) كم، وتكون الباب الشرقي مركزاً لهذه الدائرة، وقد تم إخضاع إدارة المصلحة إلى شعبة النقليـات في أمانة العاصمة واستمرت شعبة النقليـات بمهمة النقل في العاصمة حتى عام 1947 حيث قررت هيئة الإدارة تدوير رأسمالها المقدر بــ ( 240 ) ألف دينار، ضمنها (113) حافلة مستعملة ، و( 7 ) بـاصات جديدة و( 27 ) سيارة مستهلكة، إلى المصلحة إلا انه لم يفك ارتباطها من أمانة العاصمة بل بقيت تابعة لها ويرأسها أمين العاصمة . تم فك ارتباط المصلحة عن أمانة العاصمة وربطها بوزارة الداخلية وأصبح تشكيلها بمستوى مديرية عامة مستقلة بموجب القانون رقم 62 لسنة 1950 وفي عام 1959 فك ارتباطها من وزارة الداخلية وتم ربطها بوزارة البلديات.
وبعد ذلك تم ربط المصلحة بوزارة النقل وأصبحت المنشأة العامة لنقل الركاب في عام 1976، وبعد هذا العام تم ارتباط المنشأة بالمؤسسة العامة للنقل البري العراقية وبعد إلغاء المؤسسة أصبح ارتباط الشركة بوزارة النقل والمواصلات مباشرة، كما تم تحويل المنشأة العام لنقل الركاب الى الشركة العامة لنقل الركاب استناداً لأحكام المادة ( 6 ) من قانون الشركات رقم ( 22 ) لسنة 1997 ابتداء من 1998 .
حديث المواطنين
تحدث إلينا مجموعة من المواطنين متسائلين عن سر اختفاء ذلك الباص الأحمر الجميل ذو الطابقين الذي كان يربط أطراف بغداد ودواخلها؟ فقد تساءل الطالب ليث المعموري عن الباص الذي يسمع عنه ولا يراه؟ فقد حدثه والده عن سرعته ونظافته وأجوره الزهيدة بل حتى الطلبة كانت لهم دفاتر للتذاكر المخفضة، ويسأل ليث لماذا لا تعاود الشركة فتح الخطوط وتسهيل نقل الطلبة وعودة التذاكر المخفضة ، إحدى السيدات أشارت إلى أن خط باب المعظم - ساحة النصر، هو اكثر الخطوط استخداما لأنه يمر بمناطق حيوية منها منطقة الشورجة وأسواقها ، ساحة الرصافي ومحلاتها ، ساحة الخلاني التي تربط الرصافة بالكرخ عبر جسر السنك ، ومع ذلك تقول السيدة: إن الباصات العاملة على ذلك الخط قديمة ومتهالكة، أرضية الباص متسخة بأعقاب السكائر( مع أن التدخين ممنوع )، المقاعد الخاصة بالركاب يعلوها التراب وزيت المحركات، الطالبة امتثال قالت: إن الجابي لا يعطي في الغالب تذكرة، عندما طالبته ردّ عليها بقسوة قائلاً: " تدفعين 250 فلسا ! وتريدين مقابلها تذكرة، لو دفعتي ألف دينار فماذا ستطلبين؟"، الموظفة فوزية أشارت إلى أن الجابي والسائق في بعض الخطوط يتحدثان ويتبادلان النكات البذيئة مع وجود السيدات وبشكل يبدو متعمدا، وطالبت فوزية بأن يتم إعداد ندوات عامة للسواق والجباة في الشركة توضح لهم كيفية التعامل بلطف مع المواطنين كون الشركة خدمية ولها مساس مباشر بالمواطنين، الموظف أحمد عبد الستار تساءل عن منطقة الميدان التي كانت المحطة الرئيسة لحافلات نقل الركاب قبل أحداث عام 2003، التي كانت تشمل اغلب الخطوط في كل من جانبي بغداد الكرخ والرصافة؟ وكانت بأعداد كبيرة وخطوط تصل إلى خارج العاصمة ، أما الآن فهي لا تكاد تسد الحاجة مع أن عدد سكان بغداد يزيد على 7 ملايين شخص ، كما أن الفوضى في الصعود والنزول ووقت انطلاق الحافلات غير محدد بزمن وغير منظم، فالحافلة لا تختلف عن آية سيارة (كوستر أو كيا) العاملة في الشارع فليست هناك محطات للصعود والنزول .
التمويل الذاتي
حملنا كل تلك الأسئلة والاستفسارات والملاحظات والشكاوى الى الدكتور عادل الساعدي مدير عام الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود الذي أجابنا قائلا :
- نحن إحدى تشكيلات وزارة النقل العراقية، عدد منتسبينا هو 4500 موظف، ونعمل ضمن التمويل الذاتي، وتمتلك الشركة أسطولا يقدر بـ600 حافلة، بعضها كبير والبعض الآخر متوسط وصغير، وكباقي تشكيلات دوائر الدولة تعرضت الشركة الى الأضرار والتخريب والسرقة والنهب ،ما أوقف جميع الخطوط العاملة ، إضافة الى الوضع الامني المتردي الذي عاشته ليس فقط العاصمة بل العراق بأسره قد جعل الخطوط تتوقف ، وقد تعرضنا الى هزات مالية كبيرة بسبب الوضع الامني وبسبب كوننا نعمل ضمن نظام التمويل الذاتي ، وزارة المالية لم تعطنا أي مبلغ، ووفق تقرير ديوان الرقابة المالية لعام 2008- 2009 تبين العجز الذي تعانيه الشركة كان يقدر بـ100 مليار دينار عراقي، أيضا أخذنا قرضين عامي 2010 وعام 2011 بقيمة 43 مليار دينار، واستطعنا بتاريخ 15/8/2011 إيقاف القرض البالغ مليار و800 مليون دينار شهريا لدعم الرواتب ، واكتفينا واعتمدنا على التمويل الذاتي وأوقفنا القروض الشهرية ، ووقعنا جملة من العقود وقمنا بتحديث أسطولنا العامل ، ووقعنا عقد لشراء 60 باصا ذا طابقين تسع 77 راكبا، ألمانية المنشأ من شركة ( البا هاوس ) المعروفة ، ووصلتنا الآن 40 باصاً منها كدفعة أولى، وبعد أيام ستصلنا الدفعة الثانية ، ووقعنا على 10 باصات بطابق واحد وستصلنا قريبا، وهي حديثة متطورة تعمل وفق نظام المونتير، وقطع التذاكر يجري الكترونيا ، كما وقعنا على عقد لشراء 110 باصات، تعمل بين المدن وهي حديثة ومتطورة تدعى بـ ( بي اي بي ) وهي تعمل لدعم النقل الجماعي ولذوي الدخل المحدود وللطلبة.
وعن سؤالنا لماذا كل هذا التأخير في تقديم الخدمات فبعد مضي 8 سنوات على أحداث عام 2003، لم نشهد أية خطوة لعودة ( باص الأمانة ) إلى شوارع العاصمة، أجاب الدكتور الساعدي: إن السبب وراء تأخر تقديم هذه الخدمات هو الظروف التي كانت سائدة في السنوات السابقة وعلى رأسها الظرف الأمني المتردي، وكنا في تلك السنوات لا نستطيع عمل شيء سوى تسديد رواتب الموظفين ، ونحن نعمل الآن على تحويل نظامنا من التمويل الذاتي إلى التمويل المشترك وسوف تدخل معنا شركات أهلية تأخذ على عاتقها النقل الداخلي ، ولدينا تنسيق بين المرور وعملية بغداد كون شوارعنا غير مؤهلة لسير باصات حديثة كما أن اغلب شوارعنا مغلقة بحواجز كونكريتية وسيطرات أمنية، مما يعيق سير الباصات الى مناطق عديدة ، وقريب جدا سوف يشاهد المواطن أسطولا حديثا، موديل 2012، ومتطورا ، وسنتعامل مع شركات خاصة فالحكومة لديها مشاكلها الخاصة كما أن الحكومات في كل بلدان العالم هي إدارية مشرفة وان القطاع الخاص هو الذي يقدم الخدمات للمواطن وبشكل يرضيه ، وبالنسبة لنا ومنذ الآن لن نحمل وزارة المالية أية مبالغ مالية لا رواتب ولا استيراد سيارات للشركة ، وعن الحافلات العاملة الآن في الشارع بالإضافة لقلتها فإنها تعاني التقادم، أشار الدكتور الساعدي إلى أن الشركة تعمل الآن لإنشاء معمل لتصليح الآليات وسوف ينجز قريبا وسيخصص لتصليح الآليات العاطلة وسوف تدخل الحافلة كل 6 أشهر ذلك المعمل لغرض الإدامة .
منطقة الميدان
وعن عودة محطة الميدان العاملة سابقا كمحطة كبيرة وواسعة لأغلب الخطوط العاملة في جانبي الكرخ والرصافة، بيّن الساعدي أن هناك اتفاقا جرى بين الشركة وقيادة عمليات بغداد لإنهاء تواجد بعض الأشخاص المتجاوزين في تلك المنطقة وإخلائها من عربات الباعة المتجولين، لتكون محطة حديثة لانطلاق الباصات الحديثة. وعن شكوى السيدات من تصرفات بعض السائقين والجباة، أكد الساعدي أن الباصات الألمانية الحديثة سوف تعمل وفق تقنية ( جي بي سي ) التي يمكن مراقبة سير الحافلة والسائق وكل ما يجري داخل الحافلة بواسطة (غرفة سيطرة) موجودة في مقر الشركة وسوف يعاقب كل من يسيء التصرف، كما أن السائق ستكون أمامه شاشة يستطيع من خلالها روية الطابق الثاني ، كما سنزود تلك الباصات بشاشات عرض تلفزيونية ، كما سيكون السائق أنيقاً وبلباس موحد ورسمي ، وسيمنع التدخين في تلك الباصات ، وردا على سؤالنا بشأن سعر شراء الباص، أشار الساعدي الى أن سعرها هو 350 ألف دولار.
بطاقة كي كارت
وعن سعر بيع دفاتر التذاكر المخفضة للطلبة، مثلما كان معمولا به سابقا، أوضح الدكتور الساعدي: أن الدفتر المشار إليه قد استبدل وفق التقدم العلمي والتكنولوجي، وأصبح عبارة عن كي كارت (البطاقة الذكية) يعمل بطريقة الشحن ويباع للطلبة ولذوي الدخل المحدود بأسعار مخفضة وما على حاملها إلا إدخالها في جهاز مثبت في مدخل الباص ليسمح له بالصعود إلى الحافلة ، كما ستكون هناك مقاعد خاصة بالمعوقين ، وعن سؤالنا متى سنرى مثل هذه الباصات العاملة بهذا النظام الجميل، أكد الدكتور الساعدي أن هذه الباصات لم تأخذ بعد الأرقام المرورية ولدينا تنسيق مع مديرية المرور العامة ، لتعمل تلك الحافلات في شوارع مؤهلة ونظيفة وخالية من تدلي أسلاك المولدات او أسلاك الكهرباء الوطنية، كما سوف نستورد حافلات (محسورة الرأس ) أي غير مسقفة للترفيه عن المواطنين وستعمل في مناطق مفتوحة مثل شارع أبو نؤاس ، كورنيش الاعظمية أو بين منطقتي الاعظمية والكاظمية وتعمل وفق أوقات محددة يكون فيها الجو طيبا وليس في حرارة شهر تموز مثلا ، كما أن جميع تلك الباصات التي تحدثنا عنها فيها تدفئة وتبريد ، وعن أجور النقل في تلك الباصات أشار الساعدي الى أنها لم نحدد بعد لكنها ستكون مناسبة لذوي الدخل المحدود والطلبة ذلك لأنهم من أوائل المستخدمين لباص النقل العام .
ويأمل المواطنون وبخاصة أصحاب الدخل المحدود والطلبة معاودة الشركة نشاطاتها التي أسهم تدهورها في السنوات الماضية في إثقال كاهلهم بسبب ارتفاع أجور النقل الخاص والفوضى التي تعمها حيث الكراجات العشوائية وقدم أغلبها وشطر الخطوط العاملة.

منقول .

الخميس فبراير 02, 2012 9:22 am

انشاء الله خير ههههه شكرا على الخبر نوال المبدعة

الخميس فبراير 02, 2012 12:41 pm

موضوع رائع يا اخت نوال نتمنى للشعب العراقي الرخاء والازدهار يجوز هذه الباصات تكون فاتحة خير
الله يبارك جهودج

الخميس فبراير 02, 2012 4:51 pm

شفت شواربه وتغزلت بيه
لو ما شواربه ما جنت الفيه
شافوا صبغ السياره
هذه السيارات لاتساوي جزء صغير من لغف موظف بسيط بالدوله وعمت عين هيج دوله اختي نوال هذه المواضيع تقهرنا فلا داعي لنشرها وشكرا الك لان العراق عزيز علينا

الخميس فبراير 02, 2012 10:32 pm

موضوع قيم وجعلنا نقلب الأوراق القديمة والذكريات الكثيرى مع (الأمانة)
منه العوض وعليه العوض
شكراً لك يا اختنافي المسيح نوال على اختيارك هذا الموضوع القيم
لرب يرعاك.
تحياتي

الجمعة فبراير 03, 2012 8:15 am

عشتي اخت نوال هذا خبر جيد ان شاء الله يعم الخير على العراق و العراقيين يارب

السبت فبراير 04, 2012 11:14 am

والله اخت نوال لو بقت على الباصات جان انكول ميخالف بس البلد كله خربان ينراد صبغه

تسلمين على الموضوع الجميل

ستون باصاً قريباً فـي شوارع بغداد

ستون باصاً قريباً فـي شوارع بغداد

رد: ستون باصاً قريباً فـي شوارع بغداد

رد: ستون باصاً قريباً فـي شوارع بغداد

رد: ستون باصاً قريباً فـي شوارع بغداد

رد: ستون باصاً قريباً فـي شوارع بغداد

رد: ستون باصاً قريباً فـي شوارع بغداد

رد: ستون باصاً قريباً فـي شوارع بغداد