- مروان دميانوسمشرف منتدى الفنون الجميلة
طريقنا إلى الهاوية
الأربعاء نوفمبر 30, 2011 11:12 am
لكل بلد في العالم نخبته، وهي تتكون عادة من المفكرين، والفنانين، والصحافيين، والمثقفين، وكبار الأكاديميين، أي من يمكن تسميتهم بحكماء البلد. هؤلاء لا ينطقون عن هوى، ولا تسحبهم المصالح الى ضفافها، لا يجاملون الساسة، والمتنفذين، والقائمين على شؤون الدولة والمجتمع. ونحن في العراق نمتلك شريحة واسعة من هذه النخبة، بعضها يعيش في الداخل وسط بؤس الواقع، وهلام ما يتجه إليه المستقبل، وبعضها يعيش في الخارج تحت وطأة الاغتراب والمنفى والحنين الى مسقط الرأس.
هذه النخبة تضع البلاد تحت المجهر في المواقع الالكترونية، والصحف العربية، والعراقية، وحتى العالمية، والندوات والحوارات في الفضائيات المختلفة. ومن يستمع الى النخبة يرى الاتفاق الواضح فيما بينها، والتطابق في الرؤى حول مستقبل البلد. إننا نسير نحو الهاوية، تقول تلك النخبة خلال شهادات متشائمة عما يجري. على صعيد السياسة الخارجية ليس هناك وضوح في العلاقات مع دول الجوار، العربي خاصة، كما تفتقد الإستراتيجية الحقيقية للوشائج مع اميركا والغرب، بل وثمة تخبط في ذلك لا يعير أهمية لمصالح العراق الحقيقية. وعلى اساس هذا التخبط أجلت قمة الجامعة العربية في بغداد، وألغيت دورة الألعاب في البصرة، وقد لا يطول الزمان بإلغاء فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية. وهذه مؤشرات على تغليب الرؤية الضيقة في السياسة على اهمية ان تكون للعراق علاقات متوازنة مع الجميع. الإسقاطات الذاتية للوضع الداخلي على السياسة الخارجية هي ما يحكم علاقاتنا بالشعوب العربية وحكوماتها.
وترى النخب أن هناك شحنا طائفيا مقيتا يلعب بالنار، وكأنه يريد إعادة رعب سنوات القتل على الهوية، ما ان تنسحب القوات الأميركية. وهذا يرصد عبر استخدام الورقة الطائفية في العلاقات بين الكتل السياسية، فكرة اقليم تكريت على سبيل المثال، والتهديد بانفصال الدجيل وبلد، على أساس طائفي عن المحافظة، وكأن ما يطبل له أمامنا بروفات لعزل طائفي سيبدأ عاجلا، من بغداد أولا، ثم يمتد إلى المحافظات المختلطة، ثم بعدها تنتظم الحدود الفاصلة بين طائفة وأختها، وصولا الى برّ الأمان. البرّ هو البقعة الأمينة على مصالح الطائفة التي يدير شؤونها رجالات مشبعون بالعنصرية، والحقد المذهبي، والانانية المالية والاقتصادية.
وخطاب النخبة يرى ما يجري من فساد عميق، المعضلة فيه ان الساسة كلهم، برلمانيين ووزراء وأعضاء مجالس محلية ومحافظين وقضاة وإدارات مؤسسات ومدراء عامين يمقتونه كلهم، ويدينونه، ويعرفون ملفاته. لكن في النهاية الجميع يسرق الجميع، والجميع يسكت على الجميع. والهوة تزداد بين مصالح عامة الناس والطبقة المرفهة التي تستثمر في السياسة للحصول على المغانم.
قيل حسب مصادر النخبة ان كراسي الوزارات، والادارات العامة، وصل سعرها في البورصة إلى ملايين الدولارات. لكل ذلك، وغيره الكثير، النخبة العراقية التي تضم مثقفين، ومفكرين، وأكاديميين، وصحافيين، داخلا وخارجا، ليست راضية عما ترتكبه الطبقة السياسية من تجاهل لأصوات الشعب، المطالبة بالديمقراطية الحقيقية، واحترام الانسان وكرامته وأساليب عيشه، ومكافحة الفساد، وايقاف المد الطائفي، والبحث عن بيئة افضل لادارة البلد بأصابع أبنائه لا بأصابع أجندات خارجية.
هي لا ترغب في أن يصبح العراق ملفا على طاولة الأجندات الإقليمية، فهو من يفترض به أن يصبح محورا يدور حوله الآخرون، لا هامش لهم. هذه المهمة لا ينجزها سوى ابنائه الحكماء، ذوي الفكر المستقل، والوطني غير المذهبي، الحريص على الجميع.
بقلم شاكر الانباري
منقول
هذه النخبة تضع البلاد تحت المجهر في المواقع الالكترونية، والصحف العربية، والعراقية، وحتى العالمية، والندوات والحوارات في الفضائيات المختلفة. ومن يستمع الى النخبة يرى الاتفاق الواضح فيما بينها، والتطابق في الرؤى حول مستقبل البلد. إننا نسير نحو الهاوية، تقول تلك النخبة خلال شهادات متشائمة عما يجري. على صعيد السياسة الخارجية ليس هناك وضوح في العلاقات مع دول الجوار، العربي خاصة، كما تفتقد الإستراتيجية الحقيقية للوشائج مع اميركا والغرب، بل وثمة تخبط في ذلك لا يعير أهمية لمصالح العراق الحقيقية. وعلى اساس هذا التخبط أجلت قمة الجامعة العربية في بغداد، وألغيت دورة الألعاب في البصرة، وقد لا يطول الزمان بإلغاء فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية. وهذه مؤشرات على تغليب الرؤية الضيقة في السياسة على اهمية ان تكون للعراق علاقات متوازنة مع الجميع. الإسقاطات الذاتية للوضع الداخلي على السياسة الخارجية هي ما يحكم علاقاتنا بالشعوب العربية وحكوماتها.
وترى النخب أن هناك شحنا طائفيا مقيتا يلعب بالنار، وكأنه يريد إعادة رعب سنوات القتل على الهوية، ما ان تنسحب القوات الأميركية. وهذا يرصد عبر استخدام الورقة الطائفية في العلاقات بين الكتل السياسية، فكرة اقليم تكريت على سبيل المثال، والتهديد بانفصال الدجيل وبلد، على أساس طائفي عن المحافظة، وكأن ما يطبل له أمامنا بروفات لعزل طائفي سيبدأ عاجلا، من بغداد أولا، ثم يمتد إلى المحافظات المختلطة، ثم بعدها تنتظم الحدود الفاصلة بين طائفة وأختها، وصولا الى برّ الأمان. البرّ هو البقعة الأمينة على مصالح الطائفة التي يدير شؤونها رجالات مشبعون بالعنصرية، والحقد المذهبي، والانانية المالية والاقتصادية.
وخطاب النخبة يرى ما يجري من فساد عميق، المعضلة فيه ان الساسة كلهم، برلمانيين ووزراء وأعضاء مجالس محلية ومحافظين وقضاة وإدارات مؤسسات ومدراء عامين يمقتونه كلهم، ويدينونه، ويعرفون ملفاته. لكن في النهاية الجميع يسرق الجميع، والجميع يسكت على الجميع. والهوة تزداد بين مصالح عامة الناس والطبقة المرفهة التي تستثمر في السياسة للحصول على المغانم.
قيل حسب مصادر النخبة ان كراسي الوزارات، والادارات العامة، وصل سعرها في البورصة إلى ملايين الدولارات. لكل ذلك، وغيره الكثير، النخبة العراقية التي تضم مثقفين، ومفكرين، وأكاديميين، وصحافيين، داخلا وخارجا، ليست راضية عما ترتكبه الطبقة السياسية من تجاهل لأصوات الشعب، المطالبة بالديمقراطية الحقيقية، واحترام الانسان وكرامته وأساليب عيشه، ومكافحة الفساد، وايقاف المد الطائفي، والبحث عن بيئة افضل لادارة البلد بأصابع أبنائه لا بأصابع أجندات خارجية.
هي لا ترغب في أن يصبح العراق ملفا على طاولة الأجندات الإقليمية، فهو من يفترض به أن يصبح محورا يدور حوله الآخرون، لا هامش لهم. هذه المهمة لا ينجزها سوى ابنائه الحكماء، ذوي الفكر المستقل، والوطني غير المذهبي، الحريص على الجميع.
بقلم شاكر الانباري
منقول
- ادم ريحان كوركيسعضو شرف دائم
رد: طريقنا إلى الهاوية
الأربعاء نوفمبر 30, 2011 1:08 pm
اسف عزيزي مروان نقلت الموضع الى اختصاصه لانه سياسي
تسلم الايادي يا ابا جوزيف الورد مقال اكثر من رائع
تسلم الايادي يا ابا جوزيف الورد مقال اكثر من رائع
- مروان دميانوسمشرف منتدى الفنون الجميلة
رد: طريقنا إلى الهاوية
الأربعاء نوفمبر 30, 2011 1:13 pm
تسلملي خالي الورده واعتبر مواضيعي هيا مواضيعك ولا يهمك حبيبي
- هابيل ادم ريحانمشرف منتدى الأستراحة
رد: طريقنا إلى الهاوية
الخميس ديسمبر 01, 2011 9:36 am
حبيبي مروان حقيقة جميع مواضيعك جميلة وتستحق القراءة و المتابعة تسلم ايدك يا ورد
- سامي ادم البجواياالمؤسس والمدير العام لموقع بجوايي كوم
رد: طريقنا إلى الهاوية
الإثنين ديسمبر 12, 2011 8:01 pm
تسلم يارود على اختيارك الرائع
الرب يباركك.
تحياتي
الرب يباركك.
تحياتي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى