نورٌ عجيب

نورٌ عجيب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]




يوما ً من الايام مرضت زوجة أحد الوعاظ المبشرين مرضا ً خبيثا ً ، حاول كل الاحباء والاصدقاء مساعدتها لكن دون جدوى . حاول كل الاطباء والممرضات والاختصاصيون معالجتها لكن دون جدوى فانتهى بها الحال في الفراش دون أمل بالشفاء . هذه الحالة الميئوس منها أتعبتها جدا ففقدت قابليتها للطعام واصبحت تقضي معظم اوقاتها في البكاء مما جلب الالم الشديد الى قلوب اعضاء عائلتها . حاول زوجها المحب وطبيبها وكل الاصدقاء أن يواسوها ويشجعوها لكن كل هذا لم يجدها نفعا ً . لم تكن هذه السيدة المؤمنة خائفة ً مما ينتظرها بعد الموت ، لكن اختبار الموت نفسه وما قد يحمله من آلام ٍ غريبة كان يخيفها ويقض مضجعها . في صباح أحد الايام دخل زوجها كعادته الى غرفتها وركع بقرب سريرها ثم عانقها وطبع قبلة ً حارة ً على وجهها وقال لها بلطف ٍ :
- كيف حالك اليوم يا حبيبتي ؟
- ابتسمت له ثم قالت : بخير ٍ يا عزيزي ، بخير .
- قال الزوج : انك ِ تبتسمين ، لا شك انك ِ تشعرين بتحسن ؟
- قالت : هل هنالك من تحسن جسدي ؟ لا أدري ، ولا أظن ذلك لكن لا شك انني أشعراليوم بتحسن ٍ كبير .
- قال الزوج فرحا ً : ماذا حدث يا حبيبتي ؟
- قالت : لم أعد خائفة من الموت .
- قال : لماذا ؟
- قالت : اسمع ما حدث معي الليلة الماضية ، لقد رأيت حلما ً ، ربما رؤيا ، لقد حلمت ُ أنني واقفة ٌ على حافة نهر ٍ هائج ٍ مائج ، كانت الرياح المخيفة ترفع أمواجه الى العلاء ، كما أن السماء كانت ملبدة بغيوم ٍ كثيفة ٍ وسوداء ، لم أستطع أن أرى فيها أثرا ً للنجوم أو للقمر ، فلم استطع أن أرى سوى لمعان البروق ، ولم اسمع سوى صوت الرعود المخيفة . أحسست انني سأموت في تلك الساعة ِ وفي ذلك المكان المرعب لا محالة ، لكن فجأة ً حدث شيء ٌ عجيب فرأيت ُ بعيدا ً على تلك الأمواج الهائجة نورا ً ، في البداية كان صغيرا ً لكنه ابتدأ ينمو ويزداد بريقا ً وهو يسير نحوي ، ثم اصبح يكبر ويكبر ولم اعلم الى ماذا يتحول لكني لاحظت انه حيث ما تقدم توقفت الرياح وهدأت الامواج حتى صار أخيرا ً هدوء ٌ عظيم ، وبدت النجوم في السماء الزرقاء النقية . استمر النور في تقدمه نحوي ثم اصبح مركبا ً ، في ذلك المركب - بدون دفة ٍ أو مجذاف - كان يجلس شخص ٌ نوراني . راح القارب ُ يقترب نحوي شيئا ً فشيئا ً ، وتحول الريح الشديد الى نسيم ٍ عليل ثم أصبحت مياه النهر هادئة ً كليا ً وكأنها لوح ٌ من الزجاج . عندما أصبحت مقدمة المركب على رمال الشاطئ عند قدمي ّ ، وقف الشخص النوراني ثم مد ذراعيه الاثنتين نحوي فرأيتُ في كفيه آثار المسامير التي كانت تشع نورا ً ثم تكلم الرجل معي قائلا ً : يا ابنتي لقد سلمتني حياتك بكل ثقة ، لماذا لا تسلميني مماتك بنفس الثقة ؟
بعد أن انهت هذه السيدة المؤمنة قصتها قالت لزوجها : يا زوجي العزيز أنا لم أعد خائفة لا من الحياة ولا من الموت ، لا من القبر ولا من ما بعد القبر لأنني انسانة ٌ مؤمنة ، لقد وضعتُ ثقتي بالرب يسوع الذي مات على الصليب لاجلي والذي غسل قلبي بدمه الغالي . إن الذي أحبني هذه المحبة الكبيرة وضحى لأجلي بحياته الغالية لن يتركني عند موته لكنه سيحملني بيديه المثقوبتين ويصل بي الى بيتي السماوي بسلام ٍ وأمان .
إن الرب يسوع يتكلم اليك َ ليس بحلم ٍ ولا برؤيا لكن من خلال كلمته المقدسة وهو يدعوك لكي تضع كامل ثقتك وايمانك في شخصه وفي عمله الكفاري لأجلك على الصليب . انه فاتح ٌ ذراعيه المثقوبتين لكي يضمك اليه . لماذا لا تأتي اليه الآن ، وتصلي هذه الصلاة من كل قلبك قائلا ً :
اللهم ارحمني أنا الخاطئ ، اغسل قلبي بدمك الطاهر الذي سُفك على الصليب لأجل خلاصي . انني اسلمك حياتي ، أرجو أن تعطيني معونة ً وقوة ً روحية ً لكي استطيع أن أعيش في طاعتك وأعمل كل ما يرضيك ويمجدك ، آمين .
.