bidaro net بيدارو نت
أهلاً وسهلاً بكم في منتديات
بيدارو نت
موقع عام وشامل
للأخوة الراغبين بالتسجيل
يرجى الأطلاع على التعليمات
مع التقدير ،،

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

bidaro net بيدارو نت
أهلاً وسهلاً بكم في منتديات
بيدارو نت
موقع عام وشامل
للأخوة الراغبين بالتسجيل
يرجى الأطلاع على التعليمات
مع التقدير ،،
bidaro net بيدارو نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
goweto_bilobed goweto_bilobed goweto_bilobed
,, أهلاً بأخي وصديقي الإنسان، من كان ومن أين ماكان ,,
goweto_bilobed goweto_bilobed goweto_bilobed

اذهب الى الأسفل
مروان دميانوس
مروان دميانوس
مشرف منتدى الفنون الجميلة
مشرف منتدى الفنون الجميلة

تلكيف Empty تلكيف

الأحد سبتمبر 11, 2011 4:06 am
كان بين يدي كتاب يتحدث عن تلكيف وهو ( بلدة تلكيف/ماضيها وحاضرها ) والذي وضعه القس ميخائيل ججو بزي في العام (1969 م ) بمساعدة كل من القس لوسيان جميل والقس مانوئيل يوسف. لكن بالنسبة لي فهذا الكتاب لم يكن مجرد كتابا مكون من غلاف بسيط يحتضن ورق مكتوب فيه تاريخ هذه البلدة الموغلة في القدم بل كان آلة زمن أعادتني بالتاريخ لسنوات وسنوات, فأحسست باني كالشبح الذي كان الحاضر الغائب لمجريات الحياة في هذه البلدة الكبيرة بحجمها وحبها ورحابة صدرها . فقد سرت بين أحيائها الضيقة وبيوتها التي يتشابك احدها مع الآخر مظهرة حب الألفة والتآخي فتنشقت عبير الماضي السحيق المنبعث من محلاتها الكبيرة والصغيرة وشممت رائحة الراشي والبرغل والحبية التي تملئ بيوت محلات شنكو وعبرو ودخو وسامونا وكيزي وقاشات واستمعت لصوت الرحى الحجرية ( الدنكة ) وهو يصدح من بيوت محلات شعيوتا ويلدا وشمامي واسمر واورو ومارتشموني فشاهدت بعيون الكتاب كيف كانت هذه البلدة قبلة الفقراء والمحتاجين فكانت تفتح أيديها لاحتضان كل قادم إليها مقتسمة معه خيراتها إن كانت كثيرة أم قليلة.

لقد حملني الكتاب إلى أيام باتت ألان مجرد كلمات في ورق, أيام كانت فيها تلكيف مدينة آشورية أصيلة , حيث سار بها الملوك والأمراء والجيوش والسراق , فمنهم من عمرها ومد لها يده بالخير ومنهم من دمرها ونهب منها الخير , حيث كانت تسقط كنبتة ترمي أوراقها في الخريف لتئن تحت ظلم برد الشتاء لتولد حياة جديدة مع أولى براعم الربيع فتصير أغنية المزارعين في لهب الصيف . كانت هذه البلدة أبية لا ترضى بالرضوخ فعاشت رغم كل ما مر عليها من صعاب وويلات , فتارة تغزى وتسرق من قبل الغزاة من البشر وتارة تدمر محاصيلها من قبل جيوش من الجراد وحشرة السونة أو باجتياح موسم الجفاف وشحة الأمطار لكنها لم تن**ر أو تنحني بل تمسكت بإيمانها بالحياة وكأن الحياة منها وهي للحياة .

لكن تلكيف اليوم ليست كتلكيف الأمس, فتلكيف اليوم هجرها أبنائها لما خلف البحار تاركين خلفهم بيوت وأزقة وأسماء تتداعى وتتهاوى لتصبح كخراباتها المنتشرة هنا وهناك , تلكيف اليوم أصبحت ساحة لصراع سياسي يجمع كل الأطراف عربا وكردا وشبكا وتركمانا ويزيديين... وأبنائها مشتتين بين كل هؤلاء غير راغبين بان يكونوا طرفا أساسيا مهما وفعالا للفوز بها ... تلكيف اليوم أصبحت سلعة رخيصة تعرض للبيع على أيدي من احتضنتهم بالأمس البعيد والقريب وفتحت لهم أيديها ليرتووا من خيراتها البسيطة بعد أن جار عليهم الزمان وهجروا قسرا وظلما من مناطقهم وقراهم في شمال العراق سابقا ومن وسطه وجنوبه في الوقت الحاضر فناشدوا أمنها وسلمها وهدوئها . ففي الأمس كان لتلكيف كنيسة كبيرة يجتمع أبنائها فيها بعد أن يناديهم ناقوسها لمحبة الله فيسيرون في مسيرات إيمانية نحوها ليتضرعوا لله طالبين الأمطار وحماية الزروع والسلم والأمان , أما اليوم فلتكليف عدة كنائس منها الكبيرة ومنها الصغيرة وفيها القديمة وفيها الحديثة لكنها لا تعمل كبيوت لله بل كمكاتب سمسرة تدلل على أبنائها ليتبعوا الغريب من الكرد أو العرب , كما إن هذه الكنائس ألان لا تنادي أبنائها بصدى نواقيسها بل تناديهم بأصوات رنين الأموال أو على الأقل الوعود بها لتجمعهم لمحبة الغريب وللولاء له وتتبعه كضعفاء مغلوبين على أمرهم .

بالأمس عندما كانت أمطار تلكيف تتأخر كان الناس يسيرون أفواجا نحو البيادر والحقول حاملين إنجيلهم بيد وصليبهم بالأخرة وإيمانهم الكبير في قلوبهم فكان الله لا يعيدهم خائبين , أما ساكني تلكيف اليوم فإنهم يسيرون نحو مقرات الأحزاب الغريبة عنها وعن امتنا وديننا وهم حاملين أصواتهم في أقلامهم مقدمين تلكيف بكل عراقتها وتاريخها الأصيل على طبق من فضة مقابل أموال وسيارات مهما غلت فإنها لا شيء أمام عراقة وأصالة ارض تلكيف , بالأمس كانت تلكيف تخرج للحقول والمزارع فتلتف حول مزاراتها التي كانت شفيعة تلكيف مثل مارتا شموني من شرقها ومار دانيال من غربها وعربيني من شمالها فكانت تصدح البراري بأصوات المرتلين والمغنين نساءا وأطفالا رجالا وشيوخا لتتعالى أدخنة الشموع وترتفع من أبوابها الصغيرة محرقة القلوب إيمانا وتوبة , أما جدرانها الخارجية فكانت تصير لوحة الأمنيات التي خطت عليها الحجارة المعلقة احافير صغيرة مع أمنيات وأحلام كبيرة , واليوم تلك المزارات أصبحت قبورا للذكريات وهي محاطة ببيوت تلتهم أراضيها الخضراء شيئا فشيئا , وساحاتها أصبحت ألان مكب للنفايات وقببها الصغيرة مكان لقضاء حاجة الكثيرين أو ملجأ لإيواء الحيوانات من المواشي أو الكلاب السائبة . أصبحت تلكيف اليوم مركزا للدعاية والإعلان للغرباء عنها وللترويج عن مشاريعهم السياسية فلا يرى منها أصحاب السلطة والنفوذ إلا ما يخدم مصالحهم ويجمل صورتهم ويهملون كل ما هو لخدمة أبنائها وإيمانهم وتاريخهم فهم يعمرون كنائسها الكبيرة ويغدقون عليها بسيل من الأموال لأنها ورقتهم الرابحة في هذا المجتمع المسيحي البسيط ويهملون مزاراتها المقدسة وأحيائها وأزقتها التي هي شاهد على تراثها وتاريخها الأصيل وعمرها الموغل في القدم فكل حجر فيها هو كلمة في قصة ارض وشعب وأمة احتضنوا الأرض فولدت فكرا وعلما وتاريخا عريقا. إن مروجي سياساتهم اليوم أصبحوا يهتمون بمن يكون صوتا لهم فقط جاعلين منه وجها لتلكيف حتى إن كان غريبا عنها ويهملون صوت تلكيف الذي انطلق بالحياة لآلاف السنين صارخا بآشوريتها ومسيحيتها .

هذه هي تلكيف اليوم ..... المدينة التي هربت من طيات الماضي كي تعيش الحاضر لتتحدث عن أخبار الأولين في قصص بدت تصبح شيئا فشيئا من المنسيات , وها هي ألان تطمس هويتها وتغير جغرافيتها وهي تساق كي ( لا تكون ) لأنها كانت وبكل فخر واعتزاز تلكيف ( قلب سهل نينوى) النابضة بالحياة .

منقول
ادم ريحان كوركيس
ادم ريحان كوركيس
عضو شرف دائم
عضو شرف دائم

تلكيف Empty رد: تلكيف

الأحد سبتمبر 11, 2011 6:00 am
عاشت ايدك مروان معلومات حلوة
مروان دميانوس
مروان دميانوس
مشرف منتدى الفنون الجميلة
مشرف منتدى الفنون الجميلة

تلكيف Empty رد: تلكيف

الأحد سبتمبر 11, 2011 12:17 pm
تسلم ابو قابيل على المرور



تمنياتي بل موفقية
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى